الكلمة الكاملة للسيد حسن نصرالله في حفل تأبين الشهيد القائد طالب عبدالله
القى الأمين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال الاحتفال التأبيني الذي أقامه الحزب “إحياءً وتعظيماً لشهادة القائد المجاهد الشهيد الحاج طالب سامي عبدالله “الحاج أبو طالب”، كلمة قال فيها: “بداية أرحب بهذا الحضور الكريم في أماكن اللقاء في عدشيت وفي تبنين وهنا في الضاحية الجنوبية في مجمع الإمام المجتبى.أيضًا اليوم نبدأ من توجيه التبريك بالشهادة وبالتعزية بفقد الأعزة بعدد من شهداء هذا اليوم، يُصادف اليوم أنّنا نخطب وعندنا شهداء فمن اللائق أن نذكر أسماءهم الكريمة ونعزي عائلاتهم، الشهيد حسن المجتبى يوسف أحمد من بلدة رشاف، الشهيد حسن محمد علي صعب من يارون، الشهيد جهاد أحمد حايك من عدشيت، والشهيد وهبي محمد ابراهيم من كفركلا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّلهم جميعًا في الشهداء، ونُعبّر لعائلاتهم عن تبريكنا وعن تعزيتنا، كما هو الحال بالنسبة لشهداء الأيام والأسابيع الماضية، عادة بين مُناسبتين وخطابين، أيضًا نتوجّه إلى هذه العائلات الكريمة والشريفة بالتبريك والتعزية”.
أضاف:”اليوم نحن في هذا الاحتفال التأبيني للشهيد القائد الأخ الحاج طالب سامي عبدالله (الحاج أبو طالب) وإخوانه الشهداء الذين استشهدوا معه في العدوان الأخير على بلدة جويا. أولًا يجب أن نتوجّه بالشكر إلى كل الذين أبرقوا أو أصدروا البيانات أو اتصلوا في لبنان من الإخوة الفصائل الفلسطينية، في اليمن، العراق، إيران، سوريا، في أماكن كثيرة، نتوجّه إليهم بالشكر على مُواساتهم وعلى تعزيتهم. وأنا بالنيابة عنهم جميعًا أتوجه إلى عائلة الشهيد القائد الحاج أبو طالب فردًا فردًا، أبارك لهم شهادة هذا العزيز وأعزّيهم بفقده، كما دائمًا نقول نُبارك بالحصول على الوسام الإلهي ونُعزّي بفقد الحبيب. كذلك نتوجّه إلى عائلات الإخوة الذين استشهدوا معه في هذا الاعتداء، الأخ الشهيد محمد حسين صبرا (الأخ باقر)، الأخ الشهيد حسين قاسم حميد (الأخ ساجد)، والأخ شهيد علي سليم صوفان (الأخ كميل)، هؤلاء الأخوة هم من فريق عمل الحاج أبو طالب المباشر المتواجدين معه دائمًا، ولذلك كان من نصيبهم أن ينالوا الشهادة مع قائدهم وأخيهم وكبيرهم الحاج أبو طالب. بالمناسبة نحن هنا بين يدي عوائل شهداء، يعني عائلة الشهيد الحاج أبو طالب هي قدّمت شهيدًا هو الشهيد محمود عبدالله، محمود سامي عبدالله عام 1989 في محور إقليم التفاح في العدوان الإسرائيلي على المحور، والأخ الشهيد حسين قاسم حميد هو أخ لشهيدين استشهدا في حرب تموز عام 2006، هما الشهيدين الشهيد أحمد قاسم حميد والشهيد حسن قاسم حميد. ولكن الحالة العامة هي الموقف المشرّف لعوائل الشهداء، هذا القبول، هذا الاحتساب عند الله سبحانه وتعالى، هذا الرضا والافتخار والاعتزاز، وأيضًا إعلان التصميم على مُواصلة المقاومة وتقديم المزيد من التضحيات، ابن أبي طالب هو أحد عناوين التعبير عن هذا الموقف”.
تابع:”من هنا أود أن أبدأ، من ثقافة الشهادة بكلمات مُختصرة، والنظرة إلى الشهيد ومقام الشهيد. في الفهم الإسلامي الشهادة حياة وليست موتًا وفناءً، بسم الله الرحمن الرحيم “وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ”. الشهادة في الفهم الإسلامي سعادة وبشرى، بسم الله الرحمن الرحيم “فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ”. الشهادة في الفهم الإسلامي اصطفاء إلهي واجتباء من الله، بسم الله الرحمن الرحيم “وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ”. ولذلك كله الشهادة في الفهم الإسلامي فوزٌ عظيم وانتصار حاسم بالنسبة لكل فرد ينال هذه الشهادة، يقول الله تعالى ذلك بعد أن يتحدث عن جزاء المجاهدين بالمال والنفس، “ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”. ولنا في أمير المؤمنين علي عليه السلام الأسوة والقدوة عندما هبط عليه سيف ابن ملجم في مسجد الكوفة كانت أول الكلمات التي صرخ بها علي عليه السلام لتُدوّي في كل التاريخ وإلى يوم القيامة “فزت ورب الكعبة”. الشهادة هي عندنا فوز، هي انتصار، هي ليست هزيمة وليست موتًا، هذه نقطة القوة في هذه المقاومة وجبهات المقاومة وساحاتها، اليوم أخطر ما يُواجهه هذا الكيان في المعركة القائمة في كل الساحات أنّ من يُقاتل في هذه الساحات، من يُواجه في هذه الساحات، يحمل هذه الثقافة وهذا الفكر وهذا الإيمان وهذه الرؤية. لذلك نجد هذا الصبر عند عوائل الشهداء وهذا الرضى، مثلًا يندهش العالم عندما يرى في غزة بقية عائلة استشهد الأب والأم والأهل والأقارب ثمّ يقولون الحمد لله، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل، طبعًا هذا في العالم مُذهل، أن يملك الإنسان طاقة هائلة من الصبر والاحتساب أمام هذا الحجم الهائل من المصاب. لذلك نجد هذا الصبر عند عوائل الشهداء عندما يُؤمنون حقًا بأنّ عزيزهم انتقل بالشهادة إلى الحياة الأبدية والسعادة الحقيقية، فهم مُطمئنون، هادئون، راضون، مفتخرون، لماذا؟ لأنّهم ببساطة يثقون بوعد الله سبحانه وتعالى وبما أخبر به عن الشهداء في جواره. كذلك أيضًا تملك مسيرتنا هذه القدرة على التحمّل، هنا عندما نتحدث عن العوائل كذلك عندما نتحدث بالجمع الجامع، في المقاومة، في بيئة المقاومة، في جمهور المقاومة، في كل هذا الحشد البشري المؤمن والمجاهد، أيضًا تملك مسيرتنا هذه القدرة على التحمّل رغم فقدها لهؤلاء الشهداء، تُواصل وتمضي فلا تسقط لنا راية ولا يخلو منّا موقع ولا يتسلّل إلينا وهن أو ضعف”.
واعتبر انه “بهذه الثقافة والإيمان التحق أبو طالب بالمقاومة وفي خطوطها الأمامية مُبكّرًا وله من العمر خمسة عشر عامًا، وهو ابن بيت وابن عائلة مُتديّنة ومُؤمنة ومُجاهدة، وكان كالذين سبقوه من القادة بدأ مسيرته في المقاومة مُقاتلًا عاديًا فردًا مُجاهدًا ثمّ بدأ يتقدّم وبسرعة نظرًا لروحيته الجهادية ولياقاته الشخصية، أصبح عضوًا في مجموعة العمليات الخاصة في المقاومة ثمّ مسؤولًا لمجموعة من المقاومين في محور صديقين، ثمّ وهو في مُقتبل العمر، 22 سنة كان عمره، مسؤولًا لمحور صديقين في مواجهة الاحتلال، تذكرون من عام 1985 إلى عام 2000 كان عندنا شريط حدودي مُحتل، حزام أمني، والمقاومة كانت قد قسّمت هذا الخط كله من البحر لنصل إلى جزين إلى البقاع الغربي وإلى راشيا، كانت قد قسّمته لمحاور، مسؤولو المحاور هم مسؤولو العمليات الهجومية وهم مسؤولو الدفاع. كان أبو طالب في بداية شبابه قائدًا ومسؤولًا لمحور صديقين، ثمّ كان في عام 1992 من فريق الكادر الجهادي الذي غادر إلى البوسنة، من عام 1992 إلى عام 1995، بعيد عن الأهل والأقارب والعائلة، هو ومجموعة من الإخوة الذين نذكر منهم عادة الشهداء، ما زال بعضهم على قيد الحياة من إخوانه، لكن على سبيل المثال الشهيد المعروف الحاج علاء البوسنة، حتى يُقال علاء البوسنة، الشهيد رمزي مهدي رضوان الله عليهما، عندما ذهب الإخوة إلى هناك ليساعدوا في التدريب والتأهيل وإدارة العمليات والدفاع عن المظلومين في البوسنة الذي كانت تُرتكب بحقهم المجازر المهولة، وبالمناسبة لأنّه دائمًا يُحكى شيعة وسنة، وهم أهل السنة، لا يوجد شيعة، لم يكن هناك شيعة بالحد الأدنى في البوسنة عندما غادرت هذه المجموعة العزيزة من الإخوة من كوادرنا وقادتنا ومكثت سنوات هناك، في البرد، في الثلج، في الغربة. بعد ذلك مسؤولًا لمحور بنت جبيل خلال السنوات الأخيرة قبل عام 2000، قبل التحرير، وعندما حصل التحرير كما شاهدتم في التقرير قبل قليل كان الحاج أبو طالب هو مسؤول محور بنت جبيل في عمليات المقاومة. وأيضًا كان مسؤول محور خلال حرب تموز 2006، عادة نتحدث عن ذلك بعد استشهاد الأخ، بحياته يبقوا مخفيين. بعد ذلك كان مسؤول عمليات، قمنا بترتيبات جديدة في الجنوب، صار عندنا مجموعة وحدات جغرافية منها وحدة نصر، فكان الحاج أبو طالب نائبًا لمسؤول وحدة ومسؤول عمليات وحدة نصر إلى عام 2016 حيث أصبح مسؤولًا لوحدة نصر حتى استشهاده”. وقال:”الأخ الحاج أبو طالب عندما أتحدّث عنه وأنا اليوم كاتب حتى نستفيد من الوقت، أنا أُدلي عنه أو حوله بشهادة شخصية لأنّني أعرفه عن قرب وأعرفه ليس عندما أصبح مسؤولًا وإنما تعرّفت عليه عندما كان مُقاتلًا، لا يتحمّل أي مسؤولية بحسب الترتيب التنظيمي، هو معروف لدينا وبين إخوانه بالتدين والإيمان والأخلاق الحسنة والعشرة الطيبة والتواضع والاهتمام بالجوانب الروحية والعبادية، كان يُفكّر كثيرًا بآخرته ويعمل لها، كثير من الصفات التي نقرأها في الخطب وفي الروايات نجدها في الحاج أبو طالب، مثلًا بشره في وجهه، هو دائم الابتسامة، بشره في وجهه وحزنه في قلبه، بعض الناس يخمنون أنّ المتدين يجب أن يكون عابسًا أي أنّه مشغول ومهموم بالآخرة، مع العلم أنّ في صفات المتقين بشره في وجهه حزنه في قلبه، يحتفظ بحزنه لنفسه، بينه وبين الله سبحانه وتعالى. مثلًا كثير المعونة قليل المؤونة، أبو طالب كان كثير المعونة، مُفيدًا جدًا لأهله وشعبه ووطنه ومقاومته، وقليل المؤونة، ليس هناك عبء، نحن ماذا نسميه بالعامية “خفيف الظل”، لا تشعر به لأبو طالب، لا يُكلّفك، لا يُعذبك. سهل أمره، حريز دينه، لم يكن إنسان مُعقّد، هناك أشخاص تحتار تريد أن تقول له جملة يجب أن تفكر كيف ستدخل وماذا ستقول وما هي الجملة وما وضعه النفسي، ما يتحمّل وما لا يتحمل، أبو طالب سهل، تتحدث معه ما تريد على رسلك. بالوقت الذي هو سهل دينه قوي، حريز دينه، سهل أمره حريز دينه. محبته للناس من مُميّزاته، حنانه على إخوانه وعلى الناس، مثلًا بهذه الثمانية أشهر هو مسؤول عسكري، مسؤول عن محاور، عن جبهة، عن مقاتلين، سلاح وذخائر وصواريخ ومسيرات وإلى آخره، لكن قلبه على الناس رغم أنّ هذه مسؤولية أخوة آخرين، يتفقّد الصامدين، يسأل عن النازحين، يتدخّل أحيانًا ليساعد في تأمين بعض النواقص. كان معروفًا بحسن الإدارة والكفاءة في القيادة والقدرة على الاستيعاب والتعامل مع الأحداث والمواقف الصعبة، وقد جمع العلم والعمل والتجربة والخبرة. أيضًا أبو طالب كان صاحب المعنويات العالية، حتى في الشدائد، هناك أناس بالشدة، بالخوف، بالخطر، بالقصف، يسقط بين أيديهم شهداء يهتزون، يتزلزلون، يخافون، أما أبو طالب في الشدائد وقور، الشجاع، الثابت، المقدام، الذي يستصغر الصعاب والعقبات مهما كانت كبيرة، مهما تكون مشكلة كبيرة يقول لك قابلة للحل، نُعالجها، نجد لها حلًا، لا يستسلم أمام الصعاب. صاحب الهمة العالية الذي لا يعرف الكلل والملل، المبادر الذي يُقدّم الحلول والأفكار، صاحب البيان السهل، السهل الممتنع، وكان بحق رجل الميدان والخطوط الأمامية، دائمًا كان في الخطوط الأمامية، منذ البداية حتى الشهادة، حتى في تلك الثمانية أشهر كان يُغامر ويقترب أحيانًا في بعض العمليات من الحدود. بكلمة، كان القائد الذي أينما وُجد يملأ قلبك طمأنينة وثقة ويقينًا، بأنّ لديك هنا، يعني عندما يكون أبو طالب موجود بالجبهة بوحدة نصر يمتلئ قلبك طمأنينة وثقة ويقينًا بأنّ لديك هنا جبل تستند إليه، جبل شامخ تستند إليه، تثق بعقله وفهمه وتشخيصه وتثق بشجاعته وتدبيره وإدارته وتثق بالإنجاز الذي سيتحقّق على يديه”.
وقال:”لا شك أنّ خسارتنا فيه وفي إخوانه الذين استشهدوا معه كبيرة، نحن لا نُكابر، يعني لا نقول عندما يستشهد قادة عندنا أنّنا لا نتألم ولا نحزن ولا نتأثر، لا، نحن بشر طبيعي جدًا نحزن ونتأثر بفقد كل أحبائنا وشبابنا، النساء والأطفال، المقاتلين، المدنيين، لكن حسبنا أنهم مضوا شهداء ونالوا أغلى أمانيهم وأنهم تركوا خلفهم من الإخوة والرفاق والتلامذة والأبناء والأحفاد أيضًا من يحمل نفس الروح والإيمان والعقل والإرادة والعزم ويُواصلون الطريق، ولذلك كان رد المقاومة على الاغتيال في جويا كبيرًا وقويًا جدًا وخصوصًا من الوحدة، يعني وحدة نصر، التي كان يقودها الشهيد الحاج أبو طالب لتقول للعدو أنّ هذه الوحدة التي قتلتم قائدها وعددًا من كوادرها المُتقدّمين في المسؤولية ازدادت عزمًا وتصميمًا على مقارعة العدو ومواجهته بكل صلابة وقوة مُستلهمة من روح قائدها الشهيد أبو طالب الذي سيبقى حاضرًا فيها وفي كل وحدات المقاومة، سيبقى حاضرا قائدًا ورمزًا ومُلهما وعنوانًا للبصيرة والإيمان والشجاعة والثبات والعطاء والإقدام والتضحية بلا حدود واليقين بالنصر الآتي وبالوعد الإلهي والإيمان بهذه المعركة. أبو طالب ثمانية اشهر في الجبهة كان يقاتل ليس فقط طاعة لقرار القيادة او تعبداً بالتكليف وانما إيمانه، كان يؤمن بهذه المعركة، يؤمن بهذه الجبهة، يؤمن بما نقوم به جميعاً في اطار المواجهة الكبرى الحاصلة حالياً وخصوصاً منذ 7 تشرين. لذلك منذ 8 تشرين الاول عندما افتتحنا جبهتنا وافتتحت عنده (يعني محور مزارع شبعا هو بحسب التقسيم الجغرافي عنا يتبع وحدة نصر التي قائدها الحاج أبو طالب). الحاج ابو طالب كان القائد الميداني الأول الذي افتتح الجبهة نصرةً لغزة لأهلها الشرفاء ولمقاومتها الباسلة وبقي يتحمل مسؤولية قيادة العمليات ليل نهار حتى شهادته في تلك الليلة”.
اضاف:”من هنا ادخل الى جبهتنا اللبنانية في مناسبات سابقة اكثر من مناسبة قلت ان شاء الله لاحقاً سأتكلم عن جبهتنا اللبنانية لاحقاً يصبح هناك مناسبة مختلفة لا يساعد. سأتحدث عن جبهتنا اللبنانية اركز عليها واصل الى المناخ الحالي والتهديد بالحرب والوساطات القائمة والموقف المطلوب، ايضاً كجزء من المشهد العام الذي نتحدث عنه ان شاء الله. هذه المعركة في جبهتها اللبنانية بفضل الله تعالى قامت بدور كبير ومهم جداً في اطار هذه المواجهة الكبرى يعني منذ ان اعلناها جبهة اسناد إلى اليوم هي تواصل العمليات والحاق الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والنفسية بالعدو والنفسية ان يتذكروا الذي صار امس الهدهد ماذا فعل! وايضاً تُقدم التضحيات من اوضح الادلة وانا لا اريد ان ادخل بجدال مع احد بخصوص ما هي الجدوى وما الجدوى هذا اصبح وراءنا. لكن سياق الحديث يأخذنا الى هنا لنقول من اوضح الادلة على مدى فعالية وتأثير وقوة تأثير جبهة الاسناد اللبنانية هو هذا الصراخ الذي نسمعه من قادة العدو العسكريين والسياسيين وقادة المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة وكل من يقف مع هذا العدو. هذا الصراخ هذا العويل هذا التهديد هذا التهويل لو كان الذي يجري في جبهة الجنوب امراً عادياً يمكن تحمله يسهل تحمله لا تأثير له لماذا يصرخون لهذه الدرجة؟ ويهددون ويرعدون ويتدخل العالم من اجل ايقاف الجبهة اللبنانية والفصل بينها وبين جبهة غزة؟! هذا بحد ذاته دليل كاف في داخله فليذهبوا ويبحثوا عن التفاصيل”.
تابع:”انا راجعت كلمات مسؤولين كبار لدى العدو أُريد أن استشهد فيهم لأنهم هم الذين يواجهون ما تقوم به الجبهة اللبنانية وهم ليس لهم مصلحة ليقدموا هذا التقييم بكل الاحوال لأنكم تعرفون من بداية طوفان الاقصى هناك ماكينة اعلامية هائلة في العالم مهمتها التبخيس بما تقوم به جبهات المقاومة في لبنان في اليمن في العراق وايضاً التبخيس بالبطولات العظيمة التي تجري في قطاع غزة وبما يجري في الضفة، عندما يأتي مسؤولون كبار في كيان العدو ويقدمون هذه القراءة التي سألخصها لكم تلخيصاً شديداً هذا أيضاً يضيء لنا. طبعاً نحن موافقون على هذا التقييم ولكن لندعهم يقولوا ان هذا العدو من يتكلم به وليس نحن فقط من يتكلم به. يتكلمون عن انجازات يعني يستخدمون كلمة انجازات المقاومة اللبنانية في معركة جبهة الشمال، مثلاً: أولاً: اشغال المقاومة لقوات اسرائيلية اكثر من مائة ألف ضابط وجندي بالوقت الذي هو يحتاج الى قوات في غرة والى قوات في الضفة والى قوات لحسم معركة رفح التي قالوا أنه سيتم حسمها بأسبوعين، فكم استمرت هذه المعركة حتى الآن؟ والآن يتكلمون عن ثلاث أسابيع وخمسة أسابيع. رئيس الاركان يُطالب بتجنيد فرقة ويطالب باستعادة قوات احتياط تم تسريحها قبل مدة الى منازلها ثم استدعيت من جديد. احد القادة الكبار يقول: لولا هذه الجبهة لتوفر للجيش الإسرائيلي في الحد الادنى عدة فرق كانت قادرة على الحاق خسائر هائلة بالمقاومة في غزة، طبعاً هو يستعمل عبارة فيها يمكن مبالغة ويقول لِسُحقت حماس في غزة، نحن لا نريد ان نقول هكذا ولكن نقول بالتأكيد حجب هذه القوات عن المشاركة وهذه القوات جزء كبير منها قوات نخبة وقوات نظامية لأن هناك خشية حقيقية لدى العدو من ان تقوم المقاومة باقتحام الجليل وهذا احتمال على كل حال يبقى قائماً وحاضراً في اطار اي حرب قد تفرض على لبنان. ثانياً: استنزاف هذه القوات بشرياً ومادياً ومعنوياً ونفسياً تصوروا ثمانية اشهر (سوف أتكلم عن انتشارهم) صيف وشتاء وحر وبرد وصقيع وثلج وتعرفون المنطقة هناك وانتشار في الغابات وفي الفلوات وتغيير اماكن وقتلى وجرحى طبعاً هو حريص ان يُخفي قتلاه وجرحاه في الجبهة الشمالية، في غزة عموماً يعترف وفي سبب الان ليس وقت شرحه. في جبهة الشمال هولا يعترف إلا نادراً وايضاً له سبب لأنه لا يريد ان يحول جبهة الشمال الى جبهة ضاغطة على الحكومة الاسرائيلية حكومة العدو على نتنياهو الذي يعتبر أولويته المطلقة هو النصر المطلق في غزة فيخبئ الخسائر والقتلى والجرحى حتى ما ينضغط، ولكن هناك شيء يضغطه وما في يخبيه وهو عشرات آلاف النازحين، على كل حال هذه كان لها فائدة انه نحن اصبحنا مضطرين اكثر ان نوثق ونصور كي نقدم شواهد للعالم لأنه بالنهاية عندما هو لا يعترف بالقتلى والجرحى هذا يؤثر نفسياً ومعنوياً على بعض الناس الذين يَستشهدون بأرقام العدو انه يقول انتم ماذا قتلتم خمسة وعشرين واحد وجرحتم ثلاثين اربعين واحد. طبعاً شاهدت مؤسسة اعلامية في لبنان بالرغم ان الاسرائيلي مثلا يقول خمسة وعشرين هم يقولون ثمانية عشر حتى هم ينقصوا. هذا جزء من سياسة العدو من حربه الاعلامية والنفسية ونحن نعرف وقدمنا للعالم ونقدم للعالم في كل يوم الافلام الوثائقية التي يبثها الاعلام الحربي عن الآليات التي تدمر عن الدبابات وناقلات الجند والهمرات والآليات العادية والتجمعات والخيم، وأحياناً يساعدوننا المستوطنين أنفسهم يعني هم يلحقوا ويصوروا حيث لا توجد لنا كاميرا. في كل الأحوال استنزاف العدو. ثالثاً: تهجير عشرات الآلاف، يوجد أحد يقول مئة ألف، نتنياهو قال مئة ألف، يوجد أحد قال مئة وعشرين ألف وهناك أحد من النواب اللبنانيين الذين كانوا في واشنطن والتقوا مسؤولين أمريكان واليوم شاهدتها بالإعلام يقول انه نحن سمعنا من الامريكان انه يوجد مئتين وخمسين مئتين وخمسة وسبعين الف مهجر من الشمال. طبعاً في ناس حكومة العدو طلبت اخلاءهم وفي ناس هم اخلوا وذهبوا، اثنين واربعين مستعمرة تم اخلاؤها رسمياً وهناك الكثير من المستعمرات الحياة فيها جامدة معطلة وهذا يتكلمون عنه بلغة الإنجاز. رابعاً: الشمال وما يمثل كمنطقة سياحية زراعية صناعية، الاخوة والاخوات حاضر في ذهنهم خريطة فلسطين في النصف الضفة ولذلك الوسط محشور وهذا نسميه غوشدان الوسط وأغلبه سكن ومباني، الجنوب صحراء جنوب فلسطين أغلبه وجزء كبير منه صحراء. الشمال هو الزراعة والشمال هو المناخ الطيب والشمال هو الصناعة والشمال هو السياحة وهذه الجبهة عطلت الصناعة والزراعة والسياحة في الشمال وهم ايضاً يتكلمون عنه كإنجاز. خامساً: أيضاً يتكلمون عن انجاز انه لأول مرة بتاريخ الكيان، طبعاً لأول مرة بتاريخ الكيان يتهجر هذه الآلاف المؤلفة من شمال فلسطين المحتلة وهؤلاء اسكنوهم ليس ليتهجروا انما اسكنوهم ليقاتلوا فلوا! لأول مرة في تاريخ الكيان من 1948 يتشكل حزام أمنى داخل شمال فلسطين المحتلة، طول عمره الحزام الامني عنا بجنوب الآن الحزام الأمني عندهم ايضاً يتكلمون عنه كإنجاز. وأيضاً من نتائج هذه الجبهة وبالتالي تأثيرها على جبهة غزة انه يومياً وبمعزل عن النوايا مثلاً هو يقول لا يريد ان يذهب لحرب شاملة وسنرجع الى هذه النقطة، نحن نقول لا نريد ان نذهب لحرب شاملة لأن معركتنا هي معركة اسناد ومساعدة ودعم لكن الكل يعرف وهذا ما يخشاه الجميع انه الامور تتدحرج في مكان ما وهذا لا يستطيع ان يتجاوزه العدو في الحسابات بمعزل عن نوايانا، يعني اذا كان عندنا نية حرب بده يخاف، حتى لو لم يكن لدينا نية حرب يخاف من ان تتدحرج الأمور الى حرب وهذا يُجبره على ان يبقي هذا العدد الكبير من قواته على الحدود، ويجبره ان يتصرف باقتصاد بالصواريخ والقنابل والقذائف لأنه دائما وفي كل وقت هو أمام احتمال جبهة اخرى وحرب كبرى اخرى وهذا أيضا يؤثر بقوة على جبهة غزة. طبعاً اذا اضفنا سادساً الجانب المعنوي والنفسي، صورة العدو عند شعبه عند مجتمعه وفي بيئتنا وفي عالمنا وفي العالم، وأنا لا أتكلم عن الصورة الأخلاقية بل أتكلم عن الصورة العسكرية الأمنية والردعية الهيبة، هذا كله ينهار. يبدو جيش مهزوم تعبان مأزوم يكذب، يعني الآن على قصة الهدهد أُنظروا إلى التغريدات ومواقع التواصل الاسرائيلية، واحدة من النقاط المركزية عندهم ان الناطق العسكري بجيش الدفاع الاسرائيلي تحتها شحطين يكذب علينا في الليل والنهار يكذب يكذب يكذب هذه المصداقية ولم يعد هناك مصداقية. طبعاً تأثير كل هذا الضغط من جبهة لبنان الى جانب الجبهات الاخرى كاليمن والعراق والاهم في داخل غزة، هذا الصمود الاسطوري للناس الطيبين الشرفاء وللمقاومين الابطال البواسل الشجعان. هذا ايضا يؤثر على مسار المفاوضات القائمة غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية وبين العدو”.
وقال:” اليوم جبهتنا وبقية الجبهات حاضرة بقوة على طاولة التفاوض الذي يراد من خلاله الوصول الى نتيجة معينة في هذه المعركة في هذه الحرب. طبعاً قبل ما اكمل باللبناني وسريعاً في الجبهات الاخرى وبعد ثمانية اشهر العدو يعترف بالفشل، مثلاً في جبهة اليمن شاهدنا في اليومين ثلاثة البنتاغون وزارة الدفاع الامريكية تصريحات وتسريبات ويتكلمون بكل وضوح عن فشل امريكي بريطاني، يعني الاساطيل الامريكية التي جاءت الى البحر الاحمر وبحر العرب لتمنع المجاهدين المقاومين اليمنيين من استهداف السفن الذاهبة الى شواطئ فلسطين المحتلة أو سفن اسرائيلية واستخدموا كل شيء يقدرون على فعله عندهم امكانات معلومات هائلة، اقمار صناعية، رادارات، سفن، مدمرات، سلاح جو، احاطة معلوماتية هائلة، قصف شبه يومي اليوم ايضا في قصف منذ قليل في اليمن، استهداف لمنصات الصواريخ اليمنية، المسيرات اليمنية، الرادارات اليمنية، مراكز القيادة والسيطرة اليمنية، ومع ذلك عجزوا عن حماية السفن الاسرائيلية او السفن المتوجهة، واعترف ان هذا عبء كبير وهذا فشل استراتيجي، هذا فشل هائل لأهم اسطولين بحريين في العالم، بالدرجة الأولى الاسطول الأمريكي ويعترفون بأن 90 في المئة، الأمريكان يعترفون 90 في المئة من السفن التي تنقل الحاويات لم تعد قادرة على المرور بالبحر الأحمر، إلا ما يمر شيئ من العشرة في المئة وربما لا يكون صحيحا أيضاً، في جبهة العراق أيضا الإخوة في اليمن مكملين إلى حد ان الأمريكي الذي يعترف بالفشل وبالعبء الكبير الذي يتحمله وهو يدافع هنا عن اسرائيل ودعوها ببالكم عندما اعود لموضوع الحرب مع إسرائيل، من تكفل بجبهة اليمن؟ المفترض الإسرائيلي يذهب إلى اليمن ليحمي سفنه، السفن التابعة لها التي يملكها والسفن التي تنقل إليه البضائع، لكن لأنه غير قادر ان يخوض على كل هذه الجبهات تكفلت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اللذان هما شريكان كاملان في هذه الحرب ليس فقط بجبهة اليمن بل بكل شيئ في هذه الحرب تكفلوا بها هذا واحد يعني عندنا في جبهة اليمن نصل إلى نتيجتين: الفشل الأمريكي البريطاني وثانياً دليل على العجز الاسرائيلي من أن يذهب إلى تلك الجبهة ليقاتل فيها ويدافع عن نفسه فيها. أيضا جبهة العراق مستمرة في اطلاق المسيرات والصواريخ والتي تستنزف بدرجة كبيرة أيضاً امكانات الدفاع الجوي الإسرائيلي وبعض الدفاعات الجوي في المنطقة وبحمد الله بعض هذه المسيرات والصواريخ أيضا تصل وإن كان العدو الاسرائيلي قلما يعترف بذلك.عندما نعود إلى جبهتنا أو لِأنهي موضوع غزة ثم اختم بجبهتنا”.
اضاف:”في غزة هذا القتال الأسطوري الكبير، هذه العمليات البطولية، هذه الانجازات الميدانية الهائلة، هذه خسائر العدو، تصوروا من أجل ان يسيطر أقوى جيش ما زال يتحدث عن اقوى جيش في المنطقة طبعا بالرغم من كل ما اصاب صورتهم وهيبتهم لكن عندما الآن يتحدثون، يقول لك نحن أقوى جيش في المنطقة، أقوى جيش في المنطقة من أجل اجتياح واحتلال والسيطرة على مدينة رفح وجوارها وهي مدينة محاصرة منذ ثمانية أشهر كجزء من القطاع المحاصر، عدة فرق وعدة ألوية نخبة مع سلاح جو وقصف صاروخي وقصف مدفعي ومع ذلك هو يعجز أمام تضحيات وبطولات وبسالة المقاتلين هناك. لماذا أتحدث بكلمتين عن رفح؟ لأنه كله سيصب في الموضوع الأساسي الذي سوف أختم به، كان هناك ناس يتوقعون أنه عندما تنتهي رفح يخرج نتنياهو ويقول يعلن النصر الم،طلق هو مهد لهذا الموضوع من خلال إصراره على المعركة في رفح، مهد عندما خرج وقال حماس لديها 24 كتيبة،طبعا هم يركزون على حماس فقط لأنه حولها إلى عنوان ورمز للمعركة، وإلا هو يعرف ان الذي يقاتل في غزة طبعا حماس هي القوة الأولى والأكبر عندنا الجهاد الاسلامي وفصائل فلسطينية متنوعة ومتعددة، كل من لديه سلاح في غزة يُقاتل في غزة لكنه يركز على حماس، ان لديهم 24 كتيبة، قضينا على عشرين كتيبة وما زال هناك أربعة كتائب في رفح، ندخل إلى رفح ونقضي على الكتائب الأربعة ونكون حصلنا على النصر المطلق. انظروا إلى الخداع اليوم، هذا جزء من هشاشة هذا العدو، العدو اصبح يلهث خلف نصر كاذب، نصر مزور، نصر لا حقيقة له في الواقع، نصر مدعى، فقط ليقدمه لجمهوره ومجتمعه انه ننصر وهو ليس نصراً، ما الذي جرى؟ غير القتل الذي يتلقاه برفح يخرج مسؤولين كبار من داخل الجيش الاسرائيلي هذه واحدة من مشاكل اليوم بين المستوى السياسي والمستوى العسكري في إسرائيل، يخرج ويقول ان المشكلة ليست فقط هذه الكتائب الموجودين في رفح، يبدو ان حماس وفصائل المقاومة استعادت عافيتها وشكلت كتائبها في كل القطاع من اول وجديد، والدليل المعركة التي حصلت في جباليا وما يجري في حي الزيتون وفي أماكن أخرى، ولذلك من الآن يقولون لِنتنياهو ان هذه قصة أننا خلصنا رفح فقضينا على حماس وعلى المقاومة وعلى كتائب المقاومة وعلى حكومة المقاومة هذا كلام فارغ لا يبنى عليه وهذا أُحبط أصلاً يعني، إذا أراد أن يعلن شيئاً آخر سيذهب إلى مسار لا يتناسب مع الحديث عن نصر مطلق، واليوم هناك جو كبير داخل الكيان خصوصا من مسؤولي المعارضة الاسرائيلية وحتى من داخل الإئتلاف الذي يقول أين هذا النصر؟ أصلاً لا يوجد نصر، أصلاً لا يوجد نصر، هو بالبداية يحاول أن يقنع جماعته بهذا الموضوع”.
تابع:”إذا هنا نحن أيضاً أمام حقيقة مهمة جدا تُسطرها غزة والضفة وهناك خسائر هائلة تلحق بهذا الكيان في هذه المعركة، دائما كنا نقول صحيح عندنا شهداء وتضحيات ونساء وأطفال وأعداد كبيرة، لكن في المشهد الآخر هناك خسائر استراتيجية للعدو تحدثنا عنها سابقا ولن اعيد الكلام، لكن في الخسائر البشرية مهما أخفى هو مضطر ان يعود ويظهر ويظهر ويظهر، عندما نَسمع الناطق الرسمي يتحدث أرقام، مثلاً أمس وزارة الدفاع الإسرائيلية ماذا تقول؟ تتحدث عن رقم عن كل الجرحى والمعاقين الذين حُولوا إلى مؤسسة خاصة بالمعاقين ولديهم إعادة تأهيل جسدي وبدني ونفسي، تتحدث عن 70000 منذ تأسيس الكيان إلى الآن، لكن أُنظروا 75 سنة وصلوا إلى حوالي 60000 ، الآن فقط خلال هذه الثمانية أشهر وزارة الدفاع ماذا تقول؟ وهذا كلام رسمي ونحن لا ندعي شيئا من عندنا، وزارة الدفاع تقول 8663 معاق، نتحدث عن عسكر ضباط وجنود رجال ونساء، معاق يعني خرج من الخدمة نهائيا وتحول إلى مؤسسة اعادة التأهيل، إذا 8663 معاق فكم هو عدد الجرحى؟ لأنه ليس كل جريح يصبح معاقاً، كم الجرحى؟ وكم العدد الحقيقي للقتلى؟ ولذلك عندما تسمعونهم جميعا نتنياهو أمس يتكلم وغالانت يتكلم وآخرين يتكلمون، ويقولون لك: نحن ندفع ثمنا باهظا، هذا لا يتناسب الثمن الباهظ مع الأرقام الكاذبة التي يقولها الناطق الرسمي، وإنما إذا تزورون موقع وزارة الصحة الإسرائيلية، وترون وزارة الدفاع ماذا تتكلم والمؤسسات التي ترعى الجرحى والقتلى تعرفون حجم الألم الكبير الموجود لديهم.هذا كله لِيُجمع، ما يجري في غزة ما يجري في الضفة وفي اليمن وفي العراق نعود مجددا إلى جبهتن، في شؤون جبهتنا أُحب أن أتحدث ببعض التفاصيل في الوقت المتاح، ربما للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر نتحدث بهذه التفاصيل لأنه من البداية قلنا سنترك الكلام للميدان، الميدان ثمانية اشهر اخذ مجده سنتحدث قليلاً عن هذا الميدان”.
اضاف:” في المواقع، بالحقيقة أنا قبل عدة أسابيع إلتقيت مع الحاج أبو طالب رحمه الله لعدة ساعات، معه ومع إخوة آخرين هم مسؤولين عن الجبهة الأمامية، طبعا كل لوحده، شرح لي بالتفصيل المملل بعض ما سأذكره لكم أيضاً، وضعية المواقع الإسرائيلية منذ 8 تشرين الأول العدو فهم ان هذه المواقع ستكون مستهدفة، ونحن لدينا معلومات كافية عن هذه المواقع وتركيبتها وتحصيناتها وتوزيعاتها ودشمها وأجهزتها وتنصتها وعديدها والمقدرات الموجودة فيها.. الخ. ولذلك هو قام بعملية اخلاء كبير من المواقع، لكن أود أن تعرفوا أنه لم يُخلي المواقع كاملةً، يوجد ناس يقول لك يا سيد يا اخوان يا مقاومة يومياُ تضربون هذه المواقع، هذه المواقع يوجد فيها أحد أم خالية؟ لا بل فيها جنود وضباط، هو لا يستطيع ان يُخلي المواقع لأنه يخشى من أي اقتراب منها أو سيطرة عليها، ولدينا شواهد على هذا الموضوع، إذاً استهداف المواقع هذا أمر قائم ويؤدي إلى قتلى وجرحى وأيضاً استنزاف نفسي، افترض هذا الموقع صحيح مدشم وفيه دشم وهو جالس، لكن تصور هو وجالس في الدشمة ينزل عليه صاروخ بركان 500 كيلو مثلاً أوألف كيلو، هذا جماعة ترامب الاهتزاز الدماغي، ولذلك جزء من الاعاقئات والجرحى هم نفسيين، في جسمه لا يوجد شيئ لكن خلص عقله ضُرب دماغه ضُرب اعصابه ضُربت قلبه ضُرب، هذا لا يستطيع الوقوف على قدميه ولا يمكنه حمل السلاح، ولذلك نحن مستمرين بضرب المواقع ضمن برنامج معين ومحدد. ثانياً: عندما أخلوا من المواقع لا يستطيعون الابتعاد كثيرا، خشيةً كما قُلت من السيطرة على المواقع، انتشروا في محيط المواقع، محيط المواقع من يعرف الجنوب اغلب المحيط فيه شجر، عندهم هم من زمن الاحتلال لل2000 عندنا الأرض شبه جرداء وعندهم كلها غابات وشجر، نحن كنا مُحتلين هم احتلوا ارضنا وبلادنا،انتشروا بين الشجر، بين الغابات، بالوديان، في التلال، في محيط المواقع، طبعا هذا انتشار جديد، وهذا تطلب الحصول على معلومات جديدة، والحمد لله المقاومة كان لديها قدرة الحصول على المعلومات الجديدة الدقيقة التي تستطيع ان تُحدد احداثيات المواقع والتجمعات والانتشارات وحتى الخيمة أين والقبة الحديدية أين والمدفع أين والدبابة أين، هذا كُنا على ثقة به، هذا ليس ادعاء بل هذا أقوله بعد ثمانية اشهر وقد شاهدتم هذا بالتلفزيون ويعترف به العدو وبعض ما جاء به الهدهد مما لم يُنشر. اذاً هذه التجمعات الجديدة التي خرجت من المواقع هي أيضاً تجمعات يتم استهدافها بشكل دائم، في العمق توجد قواعد ومواقع ومراكز قيادة لألوية لفرق لكتائب لسرايا، لأنه اعتبر ان هذه كلها مكشوفة لنا ولدينا معلومات سابقة عنها وخرائطها لدينا بالتفصيل الممل، يعني عندما ترى على التلفزيون يُنزل لك هذا الموقع أو هذه القاعدة هذه الغرفة لمن وهذه ماذا تحتوي وهذا التجمع وهنا المطبخ وهنا الطعام وهنا مخزن السلاح حتى يعلموا كم معلوماتنا دقيقة، أيضاً اضطروا أن يُخلوا هذه بالأعم الأغلب ليس كاملاً هذه القواعد وينتشروا ويُقيموا ويستحدثوا قواعد في الفلوات، مثلاً ملعب كرة قدم يأتي ليعمل فيه قاعدة ويضع خيم ودبابات .. الخ، يعتبر ان هذا مستحدث وحزب الله لن يستطيع تحصيل معلومات ولن يطاله وبعضها اقيمت خلف الجبل، يعني إذا ضربت صواريخ لا ينزل الصاروخ عندهم، ولم يعملوا حساب المسيرات، أيضاً هذه بحمد الله عز وجل هدهدنا يأتينا بمعلومات تفصيلية عنها وتُستهدف ببقية الطير الصافات تُستهدف هذه الأهداف والقواعد، أيضاً هذا في العمق خلال ثمانية أشهر التجهيزات الفنية، رادارات، مناطيد، أجهزة استشعار عن بعد، كل هذا العالم الإلكتروني هو قام بشيئ مهول لا مثيل له في العالم، أُنظروا الكارثة التي في 7 تشرين في غزة الذي كان يضعه على حدود غزة لا مثيل له في العالم، لا توجد حدود في العالم يوجد عليها إجراءات إلكترونية، وفنيّة، وتقنيّة مثل التي كانت على حدود غزّة، ولذلك هم متفاجئين ورأوا أن الذي حصل عظيم وفظيع جدًا هو هكذا حقيقةً، الحدود مع لبنان نفس الشيء، ولذلك المقاومة خلال 8 أشهر لم تكن تضرب عواميد بل كانت تستخدم وتتبع اسراتيجية الإعماء وليس فقط الإعماء بل تعمي له عينيه وتصم له أذنيه، لأن هو لا يرى فقط بل يسمع ويتنصّت، ولذلك هو يضطر أن يذهب إلى البدائل. من كان يتصوّر، نحن عشنا تجربة المقاومة قبل الـ 2000 وبال2006، كان طموح أن يأتي وقت وتضرب قاعدة ميرون فاليوم يا شباب قاعدة ميرون يعني متى أردتم يا شباب تنضرب ولا مشكلة في ذلك، فالخبر صارعاديًا أن تضرب قاعدة ميرون، وما تمثّل قاعدة ميرون على المستوى المعلوماتي، والإستخباري لدى كيان العدو. مرابض المدفعيّة أيضًا القبب الحديديّة، آليّات، الدبابات، ناقلات الجند، غير موفّرين أحد، وكل شي نراه تصل إليه تراه أعيننا وتصل إليه أيدينا لا نُوفّره في هذه الجبهة، ونحن بحمد الله عزّ وجل لدينا كم كبير جدًا جدًا جدًا من المعلومات. هذا الذي نزل أمس 9 دقائق أو كذا دقيقة هو مُنتخب من ساعات طويلة فوق حيفا ويعني هذه ليست دقائق فوق حيفا بل ساعات طويلة، لكن إذا أردت أن تعطي لوسائل الإعلام ساعات طويلة فما الذي سيضعونه؟ فلن يضعوا إلا الذي يختارونه، فقام الإخوان وقالوا لا نحن نختار واختاروا هذه الدقائق كنموذج، وإلا الآن الإسرائيليين محتارين لناحية أن هذه مسيّرات دخلوا من لبنان لا لم يدخلوا، صغار لا يمكن رأيتهم، كبار، طبعًا آخر فضيحة عند الجيش الإسرائيلي قال أنه كشفها ولكنه لا يريد رمايتها لكي لا تنزعج الناس في حيفا، مثلًا قاموا عليه اليوم أنه كشفها ولكن يمكنك أن تستهدفها بعد أن تكون خارج حيفا بعد أن تقطع فوق البحر وهي عائدة إلى لبنان، لماذا تركتها تذهب؟ الآن هم عالقين ببعضهم. في ناس يريد أن يكحلها فعماها، فماذا قال؟ قال لا شو مسيّرات وأدخلوا مسيّرات، هؤلاء عندهم جواسيس، يعني هذه أضرب، لديهم جواسيس في حيفا وعندهم هذه الكودات، فهؤلاء الجواسيس في حيفا صوروا لهم وأرسلوهم إلى لبنان وفي لبنان جمعوهم ومنتجوهم وألصقوهم، يعني غدًا عندما تنزّل المقاومة المدينة الثانية، الثالثة، الرابعة، والخامسة ماذا سيقال؟ أنه أيضًا لدينا جواسيس، في المدينة الثانية، والثالثة، والرابعة نحنا موافقين لأن هذا أقوى أنّك تقول نحنا لدينا جواسيس يستطيعون التصرّف بهذه الطريقة ويصوّروا ويرسلون لنا الأفلام ونحن نستلمها ونمنتجها هذا أحسن ما تقول أنه والله لدينا مسيّرة وتسللت وصوّرت”.
تابع:”على كل حال هذا شكل من أشكال الإرباك، يعني الإسرائيلي 24 ساعة يريد أن يجاوب ويرد ويريد تكحيلها فأعماها، بكل الأحوال نحن لدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا، فليذهب الآن وينفّذ الإجراءات التي يريدها فلا مشكلة، ما في مشكلة، هذا الأمر إن شاء الله سيستمر وبالتالي هذه المقاومة تقاتل استنادًا إلى رؤية، ومعلومات واضحة ودقيقة وليس بمعني أننا نضرب صواريخ الآن نقول لك، صواريخ أين نزلت في الأراضي المفتوحة، نعم الكاتيوشا في النهاية سيشد كم صاروخ شمالًا ويمينًا، ولكن كلّه يذهب إلى الأماكن المستهدفة، المبنيّة على صور ومعلومات وإحداثيّات دقيقة”.
أضاف:”على مستوى السلاح، نحن طبعًا قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة، ولن أقول الآن ما هي الأسلحة الجديدة فهذه تظهر في الميدان عندما يتم اتخاذ قرار أن تظهر في الميدان، طوّرنا بعض أسلحتنا من خلال تجربة الميدان وأيضًا استخدمنا أسلحة جديدة لم نستخدمها سابقًا وبالتدريج وهذا كلّه أنتم ترونه دون أن ندخل في الأسماء وطبيعي أن نحتفظ بأسلحة أخرى لقادم الأيام، للدفاع عن بلدنا وشعبنا، وسيادة لبنان، ونحن ذكرنا سابقًا أنه نحن نصنّع مسيّراتنا ولذلك لدينا هذا العدد الكبير والوفير من المسيّرات، وقتها مزحنا وقلنا أن الذي يحب أن يشتري فليأتي فلم يأتي أحد ليشتري ولا نحن سنبيع، لكن لدينا هذا العدد الوفير من المسيّرات إن شاء الله لأنه الآن الناس تسمعه يقول لك كل يوم خمسة وستة وسبعة وعشرة وأكثر وأقل يعني 8 أشهر وترسلون مسيّرات يعني ماذا تخبئون وإلى متى؟ وأيضًا نحن نُصنّع هنا في لبنان بعض أنواع الصواريخ التي نحتاج إليها، وهنا يجب أن أُشير للعدو طالما نتحدّث عن الفشل والفشل والفشل. العدو خلال السنوات القليلة الماضية عمل معركة إسمها معركة بين الحروب في سوريا، والذي كان يستهدف فيها إخواننا، يستهدف فيها السوريين من إخواننا، يستهدف فيها الحرس الإخوة الإيرانيين ويضرب ما يعتقد أنه قوافل نقل سلاح وتكنولوجيا وإمكانات المقاومة في لبنان. 8 أشهر اليوم جبهتنا تقول لهذا العدو كل المعركة بين الحروب التي خضتها خلال السنوات الماضية كانت فاشلة، كل ما كان يجب أن يصل إلى لبنان وصل إلى لبنان، والدليل هذا البعض مما شاهدتم خلال الأشهر القليلة الماضية. إذًا في موضوع السلاح هذا ضيفوه لسلسلة الفشل الإسرائيلي. على مستوى الكادر والأفراد نحن نقاتل بالعدد اللازم والكافي، وهذه المعطيات التي أتكلم عنها هي من أجل أن نبني عليها بعد قليل. لدينا القدرة البشرية الكبيرة الجاهزة والمستعدة والمتحفزة والتي نعاني معها في الحقيقة، نحن لدينا مشكلة مع أخواننا وشبابنا الذين يريدون الصعود إلى الجبهة، لكن حتى الآن بالنهاية الجبهة تحتاج إلى عدد معيّن للقيام بالمهمّات فيحضر هذا العدد المعيّن، لكن على مستوى كل لبنان هناك تحفّز كبير جدًا، وقوّة بشرية للمقاومة لم يسبق لها مثيل، قبل أكثر من سنة حكينا عن 100 ألف كانوا أكثر من 100 ألف وأنا خففتهم قليلًا، الآن قطعنا كثيرًا، أكثر من ذلك نحن خلال هذه الفترة كثير من الأصدقاء والإخوة والأعزّاء في سوريا في العراق في اليمن حتى في إيران في أماكن أخرى اتصلوا فينا قادة حركات مقاومة وأنهم مستعدون أن يرسلوا إلينا مقاتلين وعشرات آلاف المقاتلين ومئات آلاف المقاتلين للبنان، قلنا لهم لا يا عمّي يكثر خيركم ومشكورين، نحن أصلًا العدد الذي لدينا ملبّكين ومرتبكين كيف نريد أن نحفظه ونحافظ عليه في معركة لا تحتاج إلى العدد الذي عندنا، حتى مع فرضية الحرب الشاملة، نحن لا نحتاج إلى هذا العدد المنظّم والمدرّب والمجهّز لدينا”.
تابع:” إذاً على مستوى القدرة البشرية الحمد لله لدى المقاومة الآن في لبنان ما يزيد عن حاجاتها وما تقتضيه الجبهة حتى في أسوأ ظروف القتال والمواجهة والحرب، بعد آخر شي البيئة الحاضنة، في هذه ال8 أو 9 أشهر البيئة الحاضنة نحن نعتبرها من اهم عناصر القوة في تجربة المقاومة. من قبل ال82 وبعد ال82 وبال2000 وبال2006. واليوم 8 أو 9 أشهر هذه البيئة صامدة وصابرة وتحتضن المقاومة و تحتضن مقاتلي المقاومة، يعني هل يوجد أحد أراد أن يدخل إلى بيت فقام أهل البيت بطرده؟ بالعكس يُقدمون بيوتهم ويُقدمون أموالهم ويُقدمون أرزاقهم، يفتخرون بالمقاومين، يقدمون شهداء من أولادهم. يعني الشهداء، الجرحى، المقاتلون هم من أين؟ هل هم مرتزقة؟ أم أتينا بهم من لا أعرف من أين؟ هؤلاء أولاد هؤلاء الناس، هذه القرى، هذه العائلات، تُهدم البيوت، يُقتل الاحبة والأعزة يصابون بالجراح من الرجال والنساء، في جناتا سيدتان عزيزتان كريمتان استشهدتا، رأينا الأهل ما هو منطقهم؟ هكذا كل عوائل الشهداء، شهداء المقاومة والشهداء المدنيين، في كل القوى السياسية حزب الله، حركة امل، بقية القوى، بقية الأحزاب، هذه هي البيئة الحاضنة. اليوم الصامدون في أرضهم والنازحون من أرضهم، أنا أعرف أن الأمريكان يأتون ليفتلوا ويفتشوا أنه هل تتعرض المقاومة الى ضغط من بيئتها؟ هل بدأت هالبيئة تتعب؟ بدأت تضغط؟ بدأت تقول وقفوا الحرب؟ ما دخلنا بغزة واتركوا غزة؟ يوجد ناس في لبنان من اول يوم ليس لهم شغل بغزة. هؤلاء لا يسألون عنهم، هؤلاء واضحون، هم يسألون عن الذين تضامنوا مع غزة، هل ما زالوا متضامنين؟ هل ما زالوا يتحملون؟ هل ما زالوا مكملين؟ هذه البيئة ما زالت صامدة وقوية، وصوتها مرتفع وعالي وهي موضع افتخارنا واعتزازنا”.
تابع:”استنادا الى كل من ما تقدم، في جبهتنا وفي الجبهات الاخرى وفي الواقع الداخلي في كيان العدو الذي اسمه تعب الجيش واستنزاف الجيش ومشاكل التجنيد واستدعاء الاحتياط وموضوع الحريديم والمطالبة باستقالات رئيس الاركان وضباط كبار والخلاف على تعيينات في الجيش والنقاش في جدوى القتال وعائلات القتلى في الجيش هذا كله، وخلافات المستوى السياسي، واليوم الحمد لله من تعرفوا من “علقوا” ببعضهم، نتنياهو وبن غفير “علقوا” ببعضهم مثل الأولاد الصغار يعني. انه نتنياهو الحزب الليكود يطلع بيان يقول: انه نحن لدينا مشكلة تسريب ما يجري في الجلسات، وبن غفير اذا يريد أن يشارك في جلسات حساسة يجب أن يخضع لفحص الكذب. برد عليه حزب بن غفير ويقول له: أنت أيضاً، إذا نريد أن نعمل فحص كذب أيضاً نتنياهو يجب أن يُجري ذلك الفحص، تصوروا هذه هي قيادة اسرائيل اليوم. الوضع بالشارع، وضع البيئة الاجتماعية، الثقة بالقيادة السياسية وبالقيادة العسكرية وبالمجتمع وبالمستقبل، وضع الاقتصاد كله ضعوه “حطوه” على بعضه، نأتي أولاً بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، والثقة بعونه ونصره وفضله وتأييده ووعده بأن ينصر المؤمنين المجاهدين. وثانياً استنادا الى ما لدينا في لبنان من عناصر القوة التي تكلمت عنها. طبعا عندما أتكلم عن البيئة فإنني لا أتكلم فقط عن البيئة الشيعية بل أتكلم عن بيئة وطنية من كل الطوائف من كل المناطق، بين هلالين لأنه يوجد ناس في لبنان أصلاً هم أصحاب نوايا سيئة يعني، أنا من مدة في آخر خطاب عندما تكلمت عن العد لم أكن أقصد العد طائفيا مسلمين ومسيحيين وشيعة وسنة ودروز، أنا ولا يوم أتكلم طائفياً، كنت أتكلم عن العد من مع المقاومة ومن ليس مع المقاومة، من يريد أن يتضامن مع غزة وأن يقف إلى جانب غزة ويدافع عن غزة ومن لا يريد ذلك؟ هذا ما كنت أقصده بالعد”.
اضاف:”على كل حال، هذه البيئة أيضا التي قلنا أنها من عناصر القوة والإمكانات والعناصر المختلفة، وأيضاً وضعية جبهة المقاومة ومحور المقاومة وهذه الحافزية العالية الموجودة اليوم والقدرات الكبيرة المتوفرة، ورابعاً بالنظر إلى واقع العدو، الذي أشرت إلي وبشكل منطقي جداً، نستطيع أن نقول: أن كل ما يقوله العدو ويأتي به الوسطاء من تهديد وتحذير وما يقال في وسائل الاعلام الاسرائيلية. عن حرب على لبنان، أولا أقول: هذا لا يُخيفنا ويجب أن لا يُخيفنا، طبعاً التهديد بالحرب على لبنان بدأ من كانون الأول، يوجد أحد اليوم عمل إحصائية نتنياهو وغالانت وهاليفي وفلان كم هددوا؟ ربما قريب من المئتين، قريب من هذا الرقم أو أقل قليلاً، من تصريحات تهديد على مدى 8 أشهر، هذا لا يُخيفنا لكن باعتبار أنه الآن يوجد ناس يُحاولون أن يقدموا أن هذا الإحتمال هو جدي، وأنا لا أُريد أن أُقيم هذا الإحتمال، لأنه كمقاومة نحن نريد أن نتعاطى حتى مع أسوأ الإحتمالات، أُريد أن أقول ما يلي: إن العدو يَعرف جيداً أننا حضرنا أنفسنا لأصعب الأيام، والعدو يعرف جيداً ما ينتظره ولذلك كان مردوعا 9 أشهر، الذي نحن عملناه بالجبهة هو شيء كبير وغير مسبوق في تاريخ الكيان، لا أريد أن أُفصل فيه، هو تحملنا بهذه ال8 او 9 أشهر رغم أنه هدد وأرعد وأزبد، هو يعرف ما ينتظره ولذلك كان مرتدعاً حتى الان وليس كرمى عين أحد، وهو يعرف انه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا ومسيراتنا، وليس قصفا عشوائيا، كل صاروخ هدف، كل مسيرة هدف، والدليل الهدهد، هو يعرف أن لدينا بنك اهداف كامل وحقيقي ولدينا القدرة على الوصول الى هذه الأهداف مما يزعزع أسس الكيان، الموضوع ليس موضوع كمي فقط، أي أنه تسقط بعض الأبنية، من الممكن أن تسقط ألف مبنى ويبقى الكيان قائم، من الممكن ان يسقط عدد أقل وينهار الكيان، لأن لهذا الكيان أسس، على كل حال هم يفهمون ماذا أقول أنا، هو يعرف أن ما ينتظره أيضا في البحر الأبيض المتوسط كبير جدا، هو مبتلى بالبحر الأحمر وبحر العرب، الاخوان في اليمن يحاولون ويقومون بهجوم باتجاه البحر المتوسط، ولكن أن يفتح حربا مع لبنان، موضوع البحر المتوسط يصبح مختلف تماما، كل سواحله وشواطئه وكل موانئه، وكل بواخره وسفنه، وهو يعرف أنه ليس قادرا أن يدافع عن كيانه، هذا الجيش غير قادر أمام معركة بهذا الحجم، والدليل عملية الوعد الصادق من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران التي أطلقت مئات “250 – 300″ أكثر أقل، مئات من الصواريخ ومن المسيرات، اضطرت 6 دول أن تقف الى جانب الكيان لتدافع عنه، أميركا وفرنسا بريطانيا… الخ، مع إمكانيات الهائلة على مستوى التكنولوجي والمعلوماتي والدفاع الجوي ومع ذلك وصلت مسيرات صواريخ ومسيرات الإيرانيين الى قلب فلسطين المحتلة، كيف اذا كانت المعركة هنا على بعد كيلومترات او عشرات الكيلومترات، بحرك وأرضك وجوك، أنت تعرف أنك وحدك لست قادرا على ذلك، هو يعرف أن عليه أن ينتظرنا ليس كما في السابق، في السابق كان ينتظرنا وكُنا جيدين، لكن عليه الآن أن ينتظرنا برا وجوا وبحرا، وأيضا قلنا في السابق ونعيد اليوم، اذا فرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف، وهو أيضا يعلم ويعلم سيده الأميركي أن شن الحرب على لبنان ماذا ستكون تداعياتها في المنطقة وعلى مستوى الإقليم ككل، في هذ السياق أيضا يجب أن أُلفت نظر الحكومة القبرصية، لدينا معلومات أن الإسرائيلي أي جيش العدو كل سنة يقوم بمناورات في قبرص، في مناطق جبلية مشابهة لجنوب لبنان ولبنان، ويستخدم مطارات قبرصية، ولدينا معلومات أيضا أن الإسرائيلي يفترض في الحرب المقبلة إذا جاءت أن المقاومة في لبنان ستستهدف المطارات ومدارج الطائرات وما شاكل فسيستعيض عنها ويستخدم في حربه على لبنان المطارات والقواعد القبرصية، نحن نقلنا هذه المعلومات لمسؤولين في الدولة اللبنانية عندما كان الرئيس القبرصي في لبنان، تكلموا معه وقال انه لا يوجد شيء من هذا الحديث، ولكن هذا الكلام هو صحيح ودقيق 100%، الإسرائيليين يقولون هذا وليس نحن، وعرضوا أفلام وثائقية حول مناوراتهم في قبرص، بكلمة واحدة أيضا في هذا المناخ طالما مناخ كبير ومفتوح يجب أن تحذر الحكومة القبرصية، إن فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءاً من الحرب، وستتعاطى معها المقاومة على أنها جزء من الحرب”.
وقال:”بناءً على كل ما تقدم، نقول لمن يهول علينا بالحرب ويريد أن يخوفنا بالحرب، الذي يجب ان يخاف هو العدو، وأنا لدي قناعة أنه حقيقة الأميركان خائفون على العدو، يخافون عليه لأنهم على اتصال بجنرالات الجيش ويعرفون ماذا يوجد بالجيش الإسرائيلي وتلاحظون شيئا أنه عندما بدأ الإسرائيلي يهدد منذ بضعة أيام بعد الرد على استشهاد الحاج طالب وإخوانه، بدأ الإسرائيلي بتعلية السقف كثيرا، قامت وزارة الخارجية الأميركية وأيضا البنتاغون الأميركي أصدروا بيانات قالوا فيه أنهم “ليست مع توسعة الحرب لأنها ستلحق الضرر بدولة إسرائيل”، الذي يجب ان يخاف في مثل المعطيات والظروف القائمة هو العدو وسادته ورعاته، أما نحن، سنواصل تضامننا وإسنادنا ودعمنا لغزة، وفي نفس الوقت سنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات، لا يُخيفنا شيء ولن يوقفنا شيء عن أداء هذا الواجب، بدل التفتيش عن حلول هنا وهناك الجل واضح “وقف النار في جبهة لبنان، وقف النار في جبهة اليمن وقف النار في جبهة العراق سبيلها وحيد أوحد لا آخر له، وهو وقف الحرب والعدوان على غزة وعلى أهلنا في غزة”، طبعا ضن الشروط والتوافق الذي يحصل مع المقاومة في فلسطين، هذا هو الحل، هذا هو الطريق، من يريد أن يقوم بجهد فليقم به هناك، ومن يريد ان يقوم بوساطة يقوم بها هناك، ومن يريد أن يتكلم من أحد يتكلم هناك، أما حماس والمقاومة الفلسطينية، ومن أجل أن نوضح موقفهم ولا يُظلمون، يعني من يسمع أمس بلينكن كأن مبادرة الرئيس بايدن هي الحل ودول العالم كلها قبلت والمجتمع الدولي قبل ومجلس الأمن الدولي قبل وإسرائيل قبلت ولكن حماس هي من رفضت، يعني حماس ومن خلفها الفصائل، هنا يوجد ظلم كبير، لأنه يوجد ثغرة هنا خطيرة جداً ومكشوفة وليس أن حماس وقيادة الاخوة بالفصائل الفلسطينية أنه يتكلون هواجس ويريدون أن يمددوا الحرب كيفما كان، كلا، ثغرة مكشوفة وواضحة وهي ماذا؟ أنه بالمرحلة الأولى يعطون جزء جيد من الاسرى ويذهبون الى مفاوضات، يبقى عدد قليل من الاسرى، يتفاوضون على التهدئة الدائمة ولا يصلون الى نتيجة، يقوم العدو يستأنف الحرب نتنياهو، يعني من أغلى وأهم ما في يد المقاومة في غزة المطلوب أن تُسلمه لتحصل على هدوء 6 أسابيع، وبعد ستة أشهر حرب من جديد وبلا ضوابط، هو لديه أسرى ويقتل الناس بالطريقة التي نراها جميعا ويدمر مبان، كيف إذا لم يعد لديهم أسرى؟ كل ما تطلبه المقاومة الفلسطينية لكل من أن يعتب على حماس كل ما تطلبه حماس والجهاد وبقية فصائل المقاومة أن يذكر بالاتفاق وقف إطلاق نار دائم، وقف الحرب، والباقي تفاصيل قابلة للنقاش، لماذا أقول عنها ثغرة مكشوفة لأن بشكل واضح كل يوم يخرج نتنياهو ليقول: لا ممكن أن أقبل بوقف الحرب قبل تحقيق الأهداف” أليس كذلك “أهل برج البراجنة” إذا سال أحد، من جهة نتنياهو وغالانت وبني غانتس وسيموتريتش، كلهم يخرجون ليقولوا صبح وليل ويقولون: لن نوقف الحرب، ويأتي الاميركيين لكي يأخذوا الفلسطينيين “بالحيا”، والاجمل من ذلك المطلوب منا ان نتكلم معهم ليقبلوا، لأنه هذه هي خلاصة مجريات هذه الأيام، المطلوب منا نحن ان نتكلم مع حماس والجهاد والاخوة الفلسطينيين لكي يقبلوا، أن يقبلوا بماذا؟ أن يقبلوا بهذا الحل الذي يعطيهم وقف قتال 6 أسابيع ويجردهم من إحدى أهم أوراق القوة عندهم ثم يعرضهم لحرب لا هوادة فيها، كيف هذا؟! اليوم الواجب الأخلاقي والإنساني والديني والفطري بكل المعايير، الواجب القانوني، يجب أن نستمر في موقفنا هذا، طبعاً الموقف الرسمي موقف ممتاز وصامد وصلب ومشكورين الرؤساء، سواءً دولة رئيس مجلس النواب ودولة الرئيس مجلس الوزراء باعتبار أن الضغط عليهم، نحن تأتينا الرسائل بالواسطة ونسمع بالإعلام أن الضغط عليهم، والنقاش معهم، والجهد معهم، وأيضا البيئة العامة والجمهور العام والموقف العام في لبنان، يوجد رأي ثانٍ مختلف طبيعي، لا يوجد مشكلة ان يكون هناك رأي ثاني مختلف، اليوم هذه الدماء الذكية، دماء الحاج أبو طالب والاخوة الشهداء معه ومن أستشهد اليوم وأستشهد على مدى هذه الأشهر التسعة، من مقاتلين ومقاومين وعسكريين ومدنيين ورجال ونساء وأطفال أقول لكم إخواني وأخواتي وخصوصا لعوائل الشهداء ومن جرح أقول للجرحى وعوائل الجرحى، وللصامدين الذين كل يوم يسمعون قصف وغارات، وللنازحين الذين يتحملون أعباء النزوح، هذه أعظم معركة تخوضها الأمة منذ 1948، إذا أخذنا عدد من الزوايا والموازين والمعركة لها أفق، لها أفق مشرق وأفق واضح، طبعا فيها التضحيات الجسيمة، معركة ستغير وجه المنطقة وتاريخ المنطقة وتصنع مستقبل المنطقة، هذه الدماء اليوم تنزف في المكان الصحيح، وتوفر على لبنان وعلى فلسطين وعلى دول وشعوب المنطقة المزيد والكثير من المجازر التي ننتظرها لو بقيت إسرائيل موجودة أو بقيت في قوتها وعلوها وعتوها”.
ختم:”نحن اليوم إن شاء الله في هذه الذكرى الطيبة العطرة لقائدنا الحبيب والعزيز واقعاً، الحبيب والعزيز الحاج أبو طالب ولإخوانه جميعاً نُؤكد لهم صلابة موقفنا وسعي إخوانهم في الجبهات والخطوط الامامية، استعدادهم لمواصلة هذا الموقف التاريخي الإنساني الأخلاقي الايماني الجهادي الكبير حتى النصر، الشهادة مشروع شخصي، هذه الأمة وهذه المقاومة وهذه الجبهة هي تسير بخطى حثيثة وقوية تجاه النصر، ونتنياهو وبن غفير وسيموتريتش وهذه الأسماء القبيحة هي بحمد الله تأخذ بهذا الكيان الى الهاوية، بحماقتها وتعتنها وأنانيتها ونرجسيتها، كما يقال: المجد والخلود والكرامة لشهدائنا وعلو الدرجات لشهدائنا، الشفاء والعافية لكل الجرحى، الصبر والثواب والثبات والرضا لكل عوائل الشهداء والجرحى والمجاهدين، وكل الشكر لهذه البيئة الوفية الحاضنة الصابرة المؤمنة المخلصة التي هي على موعدٍ كما كانت دائماً على موعد مع الانتصارات ستكون على موعد مع الانتصارات، وفي هذا البلد الله يحميه وزنود رجاله من أبناء شعبه وعائلاته، نحن نملك القدرة البشرية والمادية والمعنوية والنفسية لِنحمي بلدنا ونفرض المعادلات ونهزم العدو بِعون الله”.