ليلى نقولا: التيار الوطني الحر شكل مفاجأة كبرى في الإنتخابات البلدية والإختيارية في جبل لبنان
نشرت الأستاذة في العلاقات الدولية ليلى نقولا :
قراءة سياسية أبعد من انتخابات جبل لبنان – البلدية:
– شكّل التيار الوطني الحر مفاجأة كبرى، حيث اعتقد كثيرون أنه انتهى شعبياً، لكنه فاجأ الجميع بإثبات حضور وازن جداً مسيحياً.
– لا شكّ، تعكس التحالفات الواسعة رغبة بعض القوى السياسية تكريس هزيمة التيار “الشعبية”، بعد – ما اعتبروه- هزيمته “السياسية” بعدم تصويته لرئيس الجمهورية، وإخراجه (وحده) من حكومة تمثلت فيها كل القوى السياسية من أحزاب وتغييريين.
—
في التحليل:
المسيحيون 3 تيارات تاريخياً:
1- الخط “الانعزالي”: يعتبر نفسه امتداداً للغرب في هذا الشرق (ما بيشبهونا)، ينادي بالتقوقع والانغلاق والتقسيم والفيدرالية…
2- الخط “القومي” الذي ينادي بدمج لبنان الكامل مع المحيط (قومية عربية، قومية سورية).
3- الخط “المشرقي”: يرفض هذا الجزء اعتباره “بقايا جالية صليبية” في هذا الشرق، ويؤكد دائماً أنه جزء لا يتجزأ من قضايا العالم العربي، وأن مصيره مرتبط بشكل وثيق بمصير المسلمين فيه.
– بعد تراجع الخط الثاني، بات المسيحيون في لبنان بين الخط الأول وهو خط القوات اللبنانية (والكتائب)، والخط الثالث وهو خط ميشال عون (وسليمان فرنجية).
– لن يستطيع التيار الوطني الحر الاستمرار شعبياً (على المدى المتوسط والطويل) إذا لم يحسم خياراته بين الخط الأول والخط الثالث (واذا استمر بين – بين):
اذا حسم التيار خياره بالمسير في الخط الأول، يكون قد ذهب الى ساحة تتفوق فيها القوات لأنه ملعبها الأساسي والتاريخي.
اذا اختار التيار السير في الخط الثالث على خطى ميشال عون، قد يخسر بعض الأصوات هنا وهناك (مرحلياً) ولكنه يؤسس لتكريس حالته الشعبية على المدى الطويل.
***** ملاحظة هامة: غير صحيح أن غالبية المسيحيين اللبنانيين يريدون التقوقع ويحبون اسرائيل:
—– استطلاع النهار والدولية للمعلومات يقول أن 76% من اللبنانيين يعتبرون اسرائيل العدو الأول – وهم مسيحيون ومسلمون بالتأكيد.
______ميشال عون استفتى المسيحيين على خياراته السياسية الكبرى (خيار الخط الثالث) باتخاذها قبل الانتخابات عام 2009 (فأعطوه الغالبية المسيحية).
مستقبلياً:
– أصحاب الخط الثالث سيجدون أنفسهم بحاجة لـ”مرجعية سياسية” في حال اختار جبران باسيل السير بالخط الأول….يمكن لرئيس الجمهورية جوزاف عون أن يؤسس لحركة سياسية راسخة مسيحياً، اذا عرف كيف يستقطب هؤلاء.
– حديث رئيس الجمهورية عن السلم الأهلي والحوار والحفاظ على سيادة لبنان، وتكريس عروبة لبنان، ولا للحرب الأهلية الخ… هي شعارات تلاقي الخط الثالث (بالتأكيد).
