في بعض الأحيان يكذب الأطفال، لكن عندما يصبح الكذب أمرا معتادا، يمكن أن يتحول إلى مشكلة كبيرة، خاصة عندما يظنون أنه طريقة فعالة للتخلص من المشكلات أو التنصل من المسؤولية.
حينها يصبح تعليم طفلك قيمة قول الحقيقة أمرا أساسيا لا جدال فيه، فبجانب القيمة التي سيتعلمها طفلك من قول الحقيقة، فإنها ترسخ أيضا أهمية المسؤولية الشخصية والثقة والاهتمام.
لكن من الضروري قبل البدء بمهمة ردع طفلك عن الكذب، لا بد من معرفة لماذا يكذب طفلك؟ وما هي أنواع الكذب ومستوياته؟
هناك دوافع شائعة لكذب الأطفال، مثل الحصول على شيء يريدونه، أو تجنب العواقب أو التنصل من مهمة لا يريدون تأديتها.
توضح هبة المحتسب أخصائية تربية الطفل وتعديل السلوك، أن هناك بعض الأسباب الأقل وضوحا التي قد تجعل الأطفال لا يقولون الحقيقة، منها:
1- اختبار سلوك جديد
أحد أسباب كذب الأطفال هو اكتشافهم هذه الفكرة الجديدة ومحاولة تجربتها، كما يفعلون مع معظم أنواع السلوكات.
– تعزيز احترام الذات
قد يلجأ الأطفال إلى أكاذيب كبيرة ليجعلوا أنفسهم أكثر إثارة للإعجاب، أو بهدف تضخيم احترامهم لذاتهم، وتجميل صورتهم في أعين الآخرين.
3- للهروب من فرط الحماية
قد يلجأ الطفل للكذب للهروب من الحماية الزائدة من الأهل والقلق المستمر بشأنه، وهذا يطلق عليه الكذب الدفاعي.
هل كل الحكايات الخيالية تعد كذبا؟
أنواع الكذب تختلف باختلاف أعمار الأطفال، وكما على الأم معرفة دوافع صغيرها للكذب، عليها أيضا معرفة أين يوجد بين مراحل “عدم قول الحقيقة”، التي تقسمها هبة المحتسب إلى 3 مراحل:
الخيال المنطلق
من سن 2 إلى 6 سنوات: يتميز الأطفال في ذلك العمر بالخيال المنطلق، ولا تعتبر تخيلات الطفل كذبا، لكن نساعده على قول الحقيقة و نسمي المسميات بأسمائها، مثل القصة، والخيال والحقيقة.
الكذب غير المقصود
من سن 6 إلى 9 سنوات: فيها يكذب الطفل دون أن يعني ذلك من أجل التهرب من فعل شيء أو الدفاع عن النفس، لذا يتوجب التعامل مع الطفل بأريحية ودون غضب.
الكذب المتعمد
من 10 سنوات لأكثر: بدءا من هذه المرحلة العمرية يمارس الطفل الكذب عن قصد وبإدراك كامل، وهنا يجب اتخاذ إجراءات صارمة معه.
المساعدة للتوقف عن الكذب
تؤكد أخصائية تربية الطفل وتعديل السلوك أن هناك عددا من الإجراءات التي يمكن أن تتبعها الأم لتساعد طفلها في التوقف عن الكذب. وتقول للجزيرة نت، إنه يجب على الأهل أولا مراعاة عمر الطفل عند صدور هذا السلوك، فلو كان في عمر الخيال لا يمكن اعتباره كذبا، لكن في الوقت نفسه نساعده على قول الحقيقة والتفريق بينها وبين الخيال.
وتسرد عددا من الخطوات لمنع الطفل من الكذب، منها:
1- اجعلي قول الحقيقة قاعدة
قومي بإنشاء قاعدة منزلية واضحة تؤكد على أهمية الصدق والتواصل الصادق، وكوني أول من يطبقها، سيضمن ذلك أن يفهم أطفالك أنك تقدّرين الحقيقة، وستصبح الحقيقة جزءا رئيسا من قواعد وقيم أسرتك.
2- اشرحي له عواقب الكذب
إعلاء قيمة الصدق من ناحية دينية أولا، ومن ثم بحكاية قصص عن عاقبة الكذب له أثره الكبير في ترسيخ القيم لدى الطفل.
من المهم شرح الفرق بين قول الحقيقة مقابل قول الكذب، والتحدث عن العواقب المحتملة لسلوك الشخص غير الصادق كأن يتوقف الناس عن تصديق ما يقوله.
3- راجعي نفسك وابحثي عن الدافع
يحتاج الطفل إلى تذكيره دائما بالشيء الصحيح، تحدثي معه بهدوء واسأليه مباشرة عن الدافع وراء عدم قوله الحقيقة.
قد يكون السبب الرغبة في جذب الانتباه، حينها لا بد من تعليمه مهارات اجتماعية جديدة، وأن ينخرط في أنشطة إيجابية. وقد يكذب خوفا من العقاب، حينها راجعي نفسك بشأن أسلوب التربية الذي تتبعينه وخففي من إجراءات التأديب.
– عززي قول الحقيقة
إذا اعترف أحد أطفالك بخطأ ارتكبه ولم يخفِ عنك الحقيقة، امدحي قول الصدق، وأخبريه أنك فخورة بكونه اختار أن يقول الحقيقة.
5- حذّريه
إذا ما اكتشفت أن طفلك يكذب، وتأكدت من ذلك حذّريه تحذيرا واضحا بأنه ستكون هناك عواقب لعدم قول الصدق.
6- العقاب
إذا أعاد طفلك الكذب، رغم تحدثك معه مرارا وتحذيره، لا بد من معاقبته على الكذب بما ينسجم مع حجم الفعل.
المصدر: الجزيرة
