كتب الإعلامي ريكاردو كرم:
حين كنت عند أماني بزي، كانت ابنتها أسيل بين الحياة والموت.
أمس، خضعت لعمليّة دقيقة.
واليوم، قرّر الأطباء نزع الأنابيب عنها لتبدأ التنفّس وحدها.
لكنّها لم تتحمّل.
توقّف تنفّسها للحظات، وكانت الأم على شفير الجنون، تحاول أن تُمسك بالحياة بأطراف أصابعها.
نزعت أماني السوار العجائبي الذي كنت قد أعطيتُها إيّاه عن يدها، ولفّته حول معصم ابنتها.
ثم أحضرت الحجاب الذي وصلها من مرقد الإمام الرضا، وضعته على جسد الصغيرة، تبتهل وتبكي.
وفجأة… حدث ما لا يُصدَّق.
فتحت أسيل عينيها.
نظرت إلى أمّها، إلى جدّها، إلى خالها، وكأنّها تقول: “أنا هنا”.
كانت متعبة، ضعيفة، لكنها عادت.
أصوات الدعاء والصلاة وصلت من كلّ مكان، من كلّ دينٍ وإيمان، من قلوبٍ لم تعرفها لكنها آمنت بها.
والسماء سمعت.
أسيل عادت إلى الحياة.
لكنها ما زالت تحتاج إلى كلّ صلاة، إلى كلّ طاقة طيّبة، إلى كلّ قلبٍ مؤمن بالمحبّة.
لا تنسوها. صلّوا لأجلها.
لأنّ هذه الطفلة ما زالت تحتاج إلى إيمانكم بأنّ الحياة أقوى من الموت.
وصلّوا أيضاً لأجل لبنان…
الذي ما زال ينجو بمعجزاته الصغيرة.