اشتباكات رفح تُشعل الجدل مجددًا: هل تستغلها إسرائيل لاستئناف الحرب على غزة؟
أثارت الاشتباكات التي شهدتها مدينة رفح جنوب قطاع غزة الأحد، مخاوف من أن تتحول إلى ذريعة جديدة لإسرائيل لاستئناف الحرب، في ظل محاولات دولية للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الهش.
ورغم نفي حركة حماس القاطع لأي علاقة لها بالأحداث الأخيرة، عاد الجدل الداخلي حول دورها وسلاحها. فقد أكد مدير مؤسسة الإعلام الفلسطيني “فيميد”، إبراهيم المدهون، في حديثه لبرنامج رادار على “سكاي نيوز عربية”، أن “الرواية الإسرائيلية غامضة ومغلوطة، وحماس أوضحت أنه لا علاقة لها بما حدث في رفح”.
وأضاف أن “أولويات الحركة اليوم هي إغاثة الشعب الفلسطيني وترتيب الأوضاع الداخلية”، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال أي خرق “لتعطيل المسار السياسي وإدامة التوتر”.
في المقابل، اعتبر المتحدث باسم حركة فتح إياد أبو زنيت أن تكرار مثل هذه الحوادث “يمنح تل أبيب المبررات الكافية للعودة إلى الحرب، خصوصًا مع حكومة تعيش على الحرب وتتكسب من الدم الفلسطيني”، مضيفًا أن “نتنياهو سيعاود الحرب متى سنحت له الفرصة لأنها مصدر شرعيته السياسية”.
كما حذر أبو زنيت من أن “ممارسات حماس الأخيرة كالإعدامات الميدانية قد تضعها في دائرة الانتقادات الدولية وتمنح إسرائيل غطاءً لمواصلة اعتداءاتها”.
من جهته، أشار المدهون إلى أن التصعيد الإسرائيلي قد يكون تمهيدًا لخلق “وقائع جديدة على الأرض قبل زيارة وفد أميركي رفيع إلى المنطقة”.
وفي ختام المواقف، عاد النقاش حول سلاح حماس إلى الواجهة، إذ دعا أبو زنيت إلى “تسليمه كوديعة لجهة فلسطينية أو فلسطينية–مصرية لتفادي الذرائع الإسرائيلية”.
لكن المدهون شدد على أن “أولوية حماس الآن هي تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وفتح معبر رفح، فيما يبقى موضوع السلاح شأنًا وطنيًا يحتاج إلى حوار فلسطيني شامل”.
بين تصعيد ميداني وضغوط سياسية، تبقى رفح مجددًا مرآة لأزمة غزة العميقة بين الحرب والسلام.