المصدر: المدن
في لحظةٍ سياسيّةٍ دقيقةٍ تتكاثفُ فيها الاتّصالاتُ لصوغِ مقاربةٍ تفاوضيّةٍ جديدة، وسط مُعطى ميدانيّ مشحون، برزت خطوةٌ من رئاسة الجمهوريّة تُقرأ بوصفها رفعًا لسقفِ التمثيل وإشارةً إلى إدخال وجوهٍ ذات وزنٍ سياسيّ في مسار القرار، بما يعكسُ رغبةً في إضفاء طابعٍ أكثرَ حيويّةٍ وتأثيرًا على أيّ جولةٍ مقبلة. إذ أفادت معلومات أنّ الرئيسُ عون قد حدّد بعضَ الأسماء لتمثيله في أيّ وفدٍ تفاوضيٍّ مُقبل، وبينها رئيسُ “معهد الشرق الأوسط” في واشنطن بول سالم، ما دفع دوائرَ مراقبةً إلى التساؤل عمّا إذا كان هناك قرارٌ نهائيٌّ برفع مستوى التمثيل ليضمّ سياسيّين، إذ إنّ سالم ليس مجرّد “تقنيّ” أو “خبير”.
وبولُ سالم هو من مواليد بطرام الكورة (لبنان الشمالي)، والده وزير خارجية لبنان الأسبق إيلي سالم، الذي كان لاعبًا محوريًّا في مسار “اتّفاق 17 أيّار” بصفته نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجيّة (1982–1984). قاد وأشرف على جانبٍ واسع من المفاوضات اللبنانيّة بعد غزو 1982، ونسّق مع الرعاية الأميركيّة التي تولّاها وزير الخارجيّة جورج شولتز عبر دبلوماسيّة مكوكيّة، فيما تولّى السفير أنطوان فتال التوقيع باسم لبنان في 17 أيّار 1983. وقد دافع سالم لاحقًا في مذكّراته عن أنّ الاتّفاق لم يكن “معاهدة سلام” كاملة ولا تطبيعًا، بل إطارًا لانسحابٍ متبادل وترتيبات أمنيّة. كما وشغل منصب رئيس جامعة البلمند لمدة 25 سنة.
وشغل بول منصب رئيسُ “معهد الشرق الأوسط” ومديرُه التنفيذيّ، يهتمّ بقضايا التغيير السياسيّ والانتقال والنزاع، وبالعلاقات الإقليميّة والدوليّة في الشرق الأوسط. ألّف وحرّر أعمالًا بحثيّةً عدّة، منها “الإفلات من فخّ النزاع، نحو إنهاء الحروب الأهليّة في الشرق الأوسط”، و”كسبُ المعركة، وخسارةُ الحرب، معالجةُ الظروف التي تُغذّي الجهات المسلّحة غير الحكوميّة”، و”من الفوضى إلى التعاون، نحو نظامٍ إقليميٍّ في الشرق الأوسط”، و”الأنظمة المتكسّرة، دوافعُ الربيع العربيّ وتداعياتُه”، و”التفكير في المستقبل العربيّ، الدوافعُ والسيناريوهاتُ والخياراتُ الاستراتيجيّة”، و”أطوارُ صعودِ الإسلامِ السياسيّ وسقوطُه”، و”الإرثُ المرير، الأيديولوجيا والسياسة في العالم العربيّ”، و”تسويةُ النزاعات في العالم العربيّ”.
وقبل انضمامه إلى “معهد الشرق الأوسط”، تولّى سالم إدارةَ “مركز كارنيغي للشرق الأوسط” في بيروت بين عامي 2006 و2013، وأدار “مؤسّسة فارس” بين 1999 و2006، كما أسّسَ وأدار “المركز اللبنانيّ للدراسات” بين 1989 و1999. ويحملُ إجازةً وماجستيرَ ودكتوراه من جامعة هارفرد. تتوزّع تخصّصاتُه على لبنان، وسوريا، والعراق، وإيران، وتشمل خبراتُه السياساتِ الاجتماعيّة والاقتصاديّة، والسياسةَ الخارجيّة للولايات المتّحدة، والأمن، والديمقراطيّة والحوكمة، والمجتمعَ المدنيَّ وحقوقَ الإنسان. وهو أيضًا موسيقيٌّ وملحّنٌ في أسلوب الجاز العربيّ البرازيليّ، وتتوفرُ أعمالُه على المنصّات الرقميّة.
يشار إلى أن بول سالم كان مرشحاً لتولي حقيبة وزارة الخارجية في حكومة نواف سلام.
