الفتيات في الصفوف الأمامية!

تشهد الدانمارك تحولًا تاريخيًا في الخدمة العسكرية، بعد أن قررت الحكومة توسيع نطاق التجنيد الإجباري ليشمل الفتيان والفتيات على حد سواء، في خطوة تأتي استجابة لتصاعد التهديدات الأمنية المنسوبة إلى روسيا وزيادة الأنشطة العسكرية والاستخباراتية في شمال أوروبا.

ووفق صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، تأتي هذه الخطوة ضمن حزمة إجراءات حكومية تهدف إلى رفع الجاهزية العسكرية، وزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى معدل منذ عقود. ويمثل إدراج الفتيات في التجنيد الإجباري تغييرًا تاريخيًا، حيث كانت الخدمة مقصورة على الرجال طيلة السنوات الماضية، رغم انضمام معظم الشباب طوعًا.

وقد قررت الحكومة رفع عدد المجندين السنوي من 4 آلاف إلى 7500، ويخضع جميع المراهقين عند بلوغهم 18 عامًا لـ”يوم الدفاع” الذي يشمل التسجيل والفحص الطبي والنفسي والبدني، وتحديد فرص استدعائهم عشوائيًا، مع فرض غرامات قانونية على المتخلفين قد تصل إلى استدعاء الشرطة.

ويأتي هذا القرار نتيجة تصاعد الأنشطة الروسية، بما في ذلك اختراق طائرات مسيرة لأجواء الدانمارك والنرويج وبولندا، وهو ما وصفه مسؤولون دانماركيون بأنه الأخطر على البنية التحتية الحيوية منذ سنوات.

وتشير الصحيفة إلى أن مشاركة النساء في الجيش حالياً لا تتجاوز 25%، ويأمل القرار الجديد في تعزيز العدالة الاجتماعية وزيادة قدرات المؤسسة العسكرية. ويقول القائد العسكري سونه لوند إن التجنيد الشامل يسهم في تنوع المهارات داخل الجيش، مؤكدًا أن التهديدات الجديدة تتطلب مشاركة المجتمع بأكمله.

لكن القرار أثار جدلًا واسعًا، حيث يعبر بعض الشابات عن قلقهن من تأثير التجنيد على التعليم والحياة الشخصية، بينما يدعم آخرون الخطوة كضرورة أمنية وامتدادًا لمبدأ المساواة.

وفي الميدان، يخضع المجندون، بمن فيهم الشابات، لتدريبات مكثفة في قاعدة ياغرسبرس قرب كوبنهاغن، تشمل تدريبات قتالية بالذخيرة الحية ومحاكاة سيناريوهات ميدانية، بعد أن شكل اختراق المسيّرات الروسية للأجواء قبل أسابيع “جرس إنذار” لهم، بحسب أحد المجندين.