هل بات التمديد للقائد مرتبطًا بصفقة رئاسية ؟
كتب المحرر السياسي
عندما تتبدّل الأضاع، وتتغير المبادرات، ويصبح الفرنسي طرفًا في النزاع، يصبح الرابح خاسرًا.
ومن بين الخاسرين الجدد “القائد ” الصفة التي يحلو للعسكريين أن ينادوا بها قائدهم العماد جوزاف عون.
غاب الفرنسي عن لبنان، لكنه حضر في الكيان داعمًا، مساندًا، محفزًا على قتل كل ما يمكن أن تطاله آلة الحرب الاسرائيلية. نسي ماكرون أن خروجه من أكثر من دولة افريقية بتوجيه امريكي يؤثر سلبًا على مكانة بلاده في العالم، وكذلك خروجه من تونس والجزائر ولو معنويًّا يؤثر ايضًا ، وحده لبنان كان يعطي الفرنسي حق الشفعة وحق الوصاية إن صح التعبير، وحق التصرف، وحق المبادرة وحق الإستماع، وحق النفط والغاز وكل ذلك بالمَونة والرضى.
بعد طوفان الأقصى والموقف الفرنسي تغيرت الأمور بل انقلبت رأسًا على عقب .
حمل لودريان في زيارته الأخيرة ما يشبه الطوفان السياسي ، ملمحًا إلى ورقة فيها رسائل بموافقة أمريكية، قطرية، سعودية ، رسائل مستمدة من تهويل سمعه لبنان على مدار الأيام الـ 43 التي خلت، والتي رافقها الإعلان عن وصول اساطيل وناقلات وما شابه، والتي زادت الموقف اللبناني الدبلوماسي ثباتًا، والميداني فعالية في دك المواقع الاسرائيلية.
يُحكى أن الموفد الفرنسي جاء بطرح قطري مفاده ” القائد ” والتمديد للقائد ، والإستغراب من عدم اللجوء إلى التمديد بسرعة، أليس من الأولى ان يأتي لودريان بطرح رئاسي وتلقائيًّا يُحسم أمر القائد والحاكم للمصرف وما سيأتي تباعًا من تعيينات لتستقيم الأمور في بلد مذ تركه الفرنسي في العام 43 بلدًا مفتوحًا على الطبقيات والصراعات والمذهبيات وما يحق لك يحق لك و لغيرك وما يحق لغيرك لا يحق لك، كوضع لبنان في مستنقع لا يمكن الخروج منه.
قائد الجيش الخاسر الأكبر .
عندما يحمل لودريان ملف قائد الجيش أولًا، ولا شيء يتقدم عليه ، فإنه يربك الأقطاب المسيحيين الذين قاطعوا جلسات مجلس الوزراء ومجلس النواب وتشريع الضرورة وكل صغيرة وكبيرة على قاعدة أن لبنان بدون رئيس فكيف نذهب إلى جلسة هنا ومناقشة طرح هناك قبل الرئاسة؟
والشاهد كيف قاطعت كتل مسيحية ورفضت أي جلسة للتمديد للمدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس ابراهيم .
إذًا يأتي لودريان بطرحه الآن ليؤكد أن:
- فرنسا مازالت مكلفة دوليًّا بالملف اللبناني وزادت ثقة الأمريكي بها بعد حسمها لموقفها المؤيد لإسرائيل.
- استبعاد اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون كمرشح للرئاسة.
- دعم العماد جوزاف عون من خلال التمديد له قائدًا للجيش .
وهذا يطرح مقاربة جديدة وفقًا للتحليل السياسي وليس بناءً لمعلومات .
