القرار لأهل عقتانيت: بين “الحياة” و”معاً”… من يرسم المستقبل؟
تتجه الأنظار في بلدة عقتانيت الجنوبية إلى الاستحقاق البلدي المرتقب، حيث يشهد الشارع تنافساً ديمقراطياً بين لائحتين رئيسيتين: “عقتانيت الحياة” و”معاً لعقتانيت”. وفي ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، يعلّق أبناء البلدة آمالهم على هذا الاستحقاق بوصفه فرصة لتجديد الدماء في العمل البلدي، والنهوض بخدمات ومشاريع عالقة أو مؤجلة.
لائحة “معاً لعقتانيت” تضم عدداً من أبناء البلدة المعروفين بانخراطهم في الشأن المحلي، وتطرح رؤية تركز على تحسين نوعية الحياة في القرية، من خلال تعزيز البنية التحتية، دعم المشاريع الزراعية والتنموية، وتحسين الخدمات الأساسية كالنفايات والمياه والكهرباء.
أما لائحة “عقتانيت الحياة“، فتتألف من فريق يجمع بين الخبرة الشبابية والطموح، وتسعى إلى تقديم إدارة شفافة وفعالة ترتكز على مبدأ المشاركة المجتمعية، وتطوير العمل البلدي من خلال خطط مستدامة ومشاريع واقعية قابلة للتنفيذ. وقد دعت اللائحة مؤخراً إلى لقاء مفتوح مع الأهالي لعرض مشاريعها الإنمائية والاستماع لآراء واقتراحات المواطنين، في خطوة تهدف إلى إشراك المجتمع المحلي بفعالية في صياغة البرنامج البلدي للمرحلة المقبلة.
اللافت في هذا التنافس هو الطابع السلمي والاحترام المتبادل بين الفريقين، حيث لم تُسجل حتى الآن أي حملات تشهيرية أو تصعيد سياسي مباشر، ما يعكس وعياً مجتمعياً بأهمية الحفاظ على نسيج البلدة الاجتماعي، مهما تباينت البرامج والآراء.
لكن يُسجل في المقابل بعض الاستثناءات، إذ يلاحظ أن عدداً من المتحمسين على مواقع التواصل الاجتماعي يتناولون الفريق المقابل بانتقادات حادة في منشوراتهم، ما يعكس أجواء التوتر غير الرسمية التي ترافق أحياناً الحملات الانتخابية، دون أن تعبّر بالضرورة عن الخطاب الرسمي لأي من اللائحتين.
ومع اقتراب يوم الاقتراع، تزداد وتيرة اللقاءات والحوارات، في محاولة من كلا الفريقين لكسب ثقة الناخبين عبر شرح البرامج وإقناع المواطنين بأولوياتهم.
وبين الطموح والتجربة، يبقى الخيار النهائي بيد أهل البلدة، الذين يأملون أن تفرز الانتخابات مجلساً بلدياً قادراً على مواكبة التحديات، وتلبية تطلعاتهم في التنمية والاستقرار.
