ظاهرة غريبة في مدرسة ECS.. فما الذي يجري؟ / نادين خزعل.
تاريخيًّا، شهد لبنان افتتاح الكثير من المؤسسات التربوية الخاصة، ومن المتعارف عليه أن المدرسة في عامها الأول تبدأ بعدد محدد من الطلاب ومراحل معينة ثم تباعًا يترفع طلابها وتفتتح صفوفًا لهم وصولاً إلى استكمال كل المراحل، أما أن تشهد مدرسة في عامها الدراسي الأول تسجيل حوالي 1500 طالب وتفتح صفوفًا متعددة الشعب من الروضة الأولى حتى الثالث الثانوي فإن ذلك من النادر بل من شبه المستحيل أن يحدث.
فماذا في التفاصيل؟
شهدت بلدة بشامون حدثًا تربويًا بارزًا تمثّل بافتتاح مدرسة Evergreen Community School، وذلك بحضور حاشد من الأهالي والطلاب بالإضافة إلى أفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية وشخصيات تربوية وأكاديمية، وقد عكست الأجواء الاحتفالية حجم الثقة والتطلعات المعقودة على هذه المؤسسة التعليمية الحديثة.
وفق فيديو تم عرضه، تتميّز مدرسة ECS برؤية تربوية متقدمة تواكب أحدث الاتجاهات في التعليم، حيث ستدمج في برامجها مجالات التكنولوجيا، القيادة، الريادة، الرياضة، تعزيز الذات ضمن بيئة تعليمية آمنة ومحفّزة تشجع على التفكير الإبداعي وتقدّر الفروق الفردية بين الطلاب وتسعى إلى إشراكهم جميعًا في عملية تعليمية تفاعلية.
بعد النشيد الوطني اللبناني، كانت كلمة رئيس المجلس التنفيذي للمدرسة الأستاذ علي عيديبي الذي عبر عن شكره العميق للأهالي على ثقتهم الكبيرة، مؤكداً أن هذه الثقة تشكل مسؤولية مشتركة لمواصلة العمل من أجل تقديم تعليم نوعي يليق بأبنائهم كما أضاء على مميزات المدرسة التي تجمع بين الجودة الأكاديمية والاهتمام بالنمو الشخصي للطالب بوجود نخبة من المنسقين والأساتذة وقال أن انطلاقتها القوية ورؤيتها المتقدمة، تعد إضافة نوعية إلى قطاع التعليم، وتجسّد التزاماً حقيقياً برفع مستوى التعليم ومواكبة التطورات العالمية، مع الحفاظ على بيئة تربوية تحترم القيم وتدعم التميز.
كما تحدث مدير المدرسة الأستاذ عفيف الحلواني بكلمات مؤثرة توجّه فيها إلى الأهالي قائلاً: “أنتم وثقتم بي، وهذه الثقة لن تُخيّب”، مشيرًا إلى أن افتتاح مدرسة جديدة بعدد تجاوز الألف تلميذ منذ اليوم الأول، يُعدّ سابقة تعكس الإيمان الحقيقي بالمشروع التربوي الذي تم بناؤه، مؤكدًا أن هذا الرقم فاق كل التوقعات إذ لم يفكر لا هو ولا مجلس الإدارة بإمكانية أن يتسجل هذا العدد”.
وتابع حلواني: ” بعد أكثر من ثلاثين عامًا قضيتها في المجال التربوي، اتخذت قراري بالاعتزال، ولكن إصرار الأهالي والأصدقاء وتواصلهم معي ومطالبتهم بعودتي إلى القطاع التربوي كان السبب في جعلي أتخذ القرار بالبدء من جديد في انطلاقة تربوية سيكون الأهل والطلاب هم أبطالها”.
وتطرق عفيف حلواني إلى حملات التشهير المغروضة التي تُشن عليه من قبل البعض، والتي وصلت إلى حد التهجم الشخصي وكيل الشتائم والترويج إلى أن المدرسة ليست مرخصة فقال :
” أنا لم ولن أرد، ليس ضعفًا، وليس خوفًا، بل لأنني أريد أن أكون قدوة تربوية لأبنائي الطلاب، والرد الوحيد سيكون في النتائج المبهرة والمراتب الأولى التي سيحرزها طلاب الـECS في الامتحانات الرسمية العام الدراسي القادم وفي كل المباريات التي سيخوضونها”.
وأمام شاشة عملاقة حملت الرقم 406 قال حلواني:
” للمشككين نقول، مدرستنا مرخصة بمرسوم جمهوري تحت الرقم 406″.
تجدر الإشارة إلى أن المبنى الذي كانت تشغله سابقًا مدرسة لويز فيغمان، قد طُور تصميمه بعناية ليكون مساحة آمنة وصحية للطلاب، حيث يراعي أعلى معايير السلامة والراحة النفسية والجسدية، ويوفر بيئة تعليمية متكاملة تدعم التعلم النشط والتفاعل البناء ويحتوي على مساحة ضخمة من أشجار الصنوبر.
هذا وقد تخللت الحفل جولات للأهل على مرافق المدرسة أتاحت لهم الفرصة للتعرف على الخطط التعليمية من الأساتذة والاطلاع منهم على أهداف المدرسة الرامية إلى إعداد جيل واثق ومبدع قادر على المساهمة الفاعلة في المجتمع كما جالوا على أقسام المدرسة التي تضم مختبرات مجهزة بأحدث المعدات وقاعات صفوف مرنة تحاكي التطور والأصالة بالإضافة إلى صالات رياضية وكافتيريا ستقدم الطعام الصحي.
إن مدرسة ECS في بشامون ستمثل انطلاقة واعدة لمستقبل تعليمي رائد، يجمع بين الحداثة، القيم، والتفوق، ويهدف إلى إعداد جيل واثق قادر على صناعة الفرق في مجتمعه والعالم.
