نادين الراسي تخاطب أدرعي وتفضل السياحة على السيادة../ نادين خزعل
أثارت الفنانة نادين الراسي جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن توجهت بطلب مباشر إلى المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تطلب منه تحديد أسماء الشوارع “الآمنة” في لبنان، بل وتلميحها إلى رغبتها في “فصل بيروت والنبطية” عن لبنان، في سابقة مستفزة وغير مقبولة، لا أخلاقياً ولا وطنياً.
لسنا هنا بصدد مناقشة المواقف السياسية للفنانين، لكن حين يتجاوز الكلام الخطوط الحمراء، ويصل إلى حد التخاطب مع عدو مغتصب، فإن الأمر يصبح شأناً عاماً يمس الكرامة الوطنية قبل أن يمس النقاش الثقافي أو السياحي.
فهل السيادة الوطنية أصبحت في نظر البعض مجرد تفصيل يمكن تجاوزه في سبيل “راحة السائح” أو “طمأنة الزائر”؟
وهل أبناء الجنوب، من النبطية وبيروت، أصبحوا عبئاً على خريطة الوطن، حتى يُطرح الحديث عن “فصلهم” بهذه الخفة؟
من حق أي مواطن أن ينتقد الوضع القائم، ويطالب بالإصلاح، لكن ليس من حق أحد، تحت أي ذريعة، أن يتوجه بخطاب إلى عدو أعلن بكل وقاحة عداءه للبنان، وارتكب المجازر في حق شعبه، ودمّر أرضه واحتل سماءه ومياهه. والأخطر أن يأتي هذا الخطاب من شخصية عامة، لها جمهور، وتملك منبرًا إعلاميًا مؤثرًا.
ما يهمّنا نحن، كمواطنين، ليس رأي السائح الأجنبي الذي يقضي أيامًا معدودة في ربوع بلادنا، بل كرامة المواطن اللبناني الذي صمد وعانى وقاوم ودفع الأثمان من دمه ودم أحبّائه. السيادة ليست وجهة نظر، ولا السياحة عذرًا للتخلي عن المبادئ.
إننا نطالب بوقف هذه المهزلة الإعلامية التي تُغطى برداء “الحرية الشخصية”، ونطالب القضاء اللبناني باتخاذ ما يلزم من إجراءات حازمة تجاه كل من يبرر أو يروج للتواصل مع العدو أو المسّ بوحدة لبنان. فالوطن ليس مساحة لتجريب المواقف ولا منصّة لتغذية النرجسية.
ختامًا، لعلّ الفنانة نادين الراسي بحاجة إلى تذكير بأن الانتماء لا يُقاس بعدد اللايكات أو “الترند”، بل بموقف صلب حين تمتحن الكرامة الوطنية. وفي هذا الامتحان، لا مجال للحياد ولا مكان للخطأ.
فهل تعتبر الراسي أنها حققت انجازًا لأن أدرعي رد عليها؟
هل هذا بات مقياس الشهرة والنجاح؟
للأسف لا كلمة تفي بالوصف سوى: هزلت……

