زياد الرحباني… أسطورة من بلادي!
تقرير: صابرين محمودي
بدأت مقالتي بكلمة “أسطورة”، لأنه فعلًا كذلك. زياد الرحباني، ذاك الرجل الذي صاغ بكلماته موسيقى تسكن القلب، وتحاكي وجدان كل من أحبّه. في كلماته مزيج نادر من الحنين والواقعية، من الموسيقى والوجع، من النكتة اللاذعة والحقيقة المرة.
من هو زياد الرحباني؟
زياد الرحباني هو فنان لبناني شامل، يُعدّ من أبرز رموز الموسيقى والمسرح في لبنان والعالم العربي. وُلد في عام 1956 في أنطلياس – لبنان، في بيت يفيض فنًا وثقافة؛ فهو الابن البكر للسيدة فيروز، أيقونة الغناء اللبناني، وللراحل عاصي الرحباني، أحد مؤسسي مدرسة الرحابنة الفنية.
في 26 تموز 2025، غاب زياد عن عالمنا بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 69 عامًا.
بدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة، فكتب أولى ألحانه لوالدته في عمر 17 عامًا، وكانت الأغنية الشهيرة “سألوني الناس” التي غنّتها فيروز عام 1973، ولا تزال من أكثر أغانيها رواجًا حتى اليوم.
لكن زياد لم يكن موسيقيًا فقط؛ بل كان كاتبًا ومسرحيًا، شاعرًا وناقدًا لاذعًا، اشتهر بصراحته ومواقفه الجريئة التي تنبع من قلب الناس. لم يهادن السلطة يومًا، بل وقف إلى جانب الفقراء والمظلومين، وجعل من فنه منبرًا للوجع الشعبي، ولسان حال الناس العاديين.
من أبرز أعماله الغنائية:
• كيفك إنت
• أنا مش كافر
• بما إنّو
• عودة ليالي زمان
• مونودوز
• هوّنا الغنا
أما في المسرح، فقد ترك بصمة لا تُمحى، من خلال أعمال مثل:
• نزل السرور
• بالنسبة لبكرا شو
• فيلم أميركي طويل
• بخصوص الكرامة والشعب العنيد
• شي فاشل
• لولا فسحة الأمل
ومن أقواله الشهيرة:
• “أنا مش كافر… بس الجوع كافر”
• “بحبك بلا ولا شي”
• “ما رح ازعل إذا قالوا مجنون… المجنون هو اللي بعدو مصدقن”
• “ما حدا بيحارب الطائفية جدي… لأنو كلن عايشين منها”
زياد لم يكن مجرّد فنان، بل كان ظاهرة ثقافية وفكرية متفرّدة. جمع بين الفن والواقع، وخاطب الناس بلغتهم وبأوجاعهم، فوصل إلى قلوبهم دون وسطاء.
برحيله، خسر لبنان أحد أعمدته الفنية، وخسر الفن العربي صوتًا صادقًا، حرًا، ومختلفًا.
زياد الرحباني…
في زمن المجاملات، سنفتقدك…
سنفتقد قوّتك، صراحتك، وصدقك.
رحلت جسدًا، لكنك بقيت فكرة، كلمة، ولحنًا خالداً في وجداننا… دائمًا وأبدًا
