خامس تغيير في أقل من عامين … ماكرون يعيّن لوكورنو رئيسًا للوزراء
عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو رئيسًا للوزراء، في خطوة خالفت التوقعات التي رجّحت توجهًا نحو اليسار.
ويبلغ لوكورنو 39 عامًا، وجاء تعيينه بعد أن أطاح البرلمان بفرانسوا بايرو من منصبه، عقب تسعة أشهر فقط على توليه رئاسة الحكومة بسبب خططه لخفض الدين العام، ما أجبر ماكرون على اختيار خامس رئيس وزراء في أقل من عامين.
الأولويات والتحديات
يعكس اختيار لوكورنو تمسك ماكرون بأجندته الاقتصادية التي تشمل خفض الضرائب على الشركات والأثرياء ورفع سن التقاعد. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التوجه إلى توتر مع الحزب الاشتراكي الوسطي، في حين قد تجد الحكومة نفسها مضطرة للاعتماد على دعم حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان داخل البرلمان.
الأولوية المباشرة لرئيس الوزراء الجديد هي التوصل إلى توافق بشأن موازنة عام 2026، بعد أن أطاحت هذه المهمة بسلفه بايرو، الذي تمسك بخفض صارم في الإنفاق للحد من عجز يناهز ضعف السقف الأوروبي البالغ 3% من الناتج المحلي الإجمالي. وتتزامن هذه الأزمة مع دعوات إلى احتجاجات مرتقبة تحت شعار “لنغلق كل شيء”، وسط تصاعد الغضب الشعبي.
من هو لوكورنو؟
شغل لوكورنو مؤخرًا منصب وزير الدفاع، حيث أشرف على زيادة الإنفاق الدفاعي وشارك في بلورة الموقف الأوروبي بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا. بدأ نشاطه السياسي مبكرًا في سن السادسة عشرة ضمن حملات الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، وانتُخب عمدة لبلدة في نورماندي وهو في الثامنة عشرة، ليصبح أصغر مستشار حكومي في الثانية والعشرين.
ارتبط مساره بعلاقة وثيقة مع وزير الاقتصاد الحالي برونو لو مير، الذي فتح له أبواب العمل السياسي والإداري، ورافقه في وزارة الزراعة وأثناء حملاته الحزبية، ما عزز موقعه السياسي قبل انتقاله إلى حركة ماكرون عام 2017 بعد مغادرته حزب “الجمهوريون” المحافظ.
منذ ذلك الحين، لم يغب لوكورنو عن أي تشكيل حكومي، إذ عمل إلى جانب أربعة رؤساء وزراء متعاقبين خلال ولايتي ماكرون، ما يعكس استمراريته ومكانته الثابتة في السلطة التنفيذية.