كتبت رئيس تحرير شبكة الزهراني الإخبارية محمد غزالة:
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة سياسية ووجدانية بالغة الدلالة، حملت في طياتها أبعاداً تتجاوز الرثاء الشخصي إلى رسم ملامح موقف وطني ومبدئي.
بري، الذي وصف نصرالله بـ”رفيق الدرب” و”الحاضر الذي لا يغيب”، أعاد التأكيد على أن الشهادة لم تكن نهاية بل بداية لمسار متجدد، حيث “كشف الاستشهاد الأقنعة وأسقط الباطل”، وهو ما يترجم إصراراً على مواصلة خط المقاومة وتثبيت خيار المواجهة مع إسرائيل باعتباره “الشر المطلق”.
سياسياً، جاءت الرسالة لتكرّس عمق التحالف بين حركة أمل وحزب الله، مع توازن لافت بين تمجيد المقاومة والدعوة إلى “حماية السلم الأهلي ودرء الفتن”، ما يعكس موقع بري كوسيط داخلي يحافظ على التوازنات الوطنية دون التفريط بالثوابت.
أما وجدانياً، فقد صاغ رئيس المجلس خطابه بلغة تستحضر الرمزية الدينية والتاريخية، بين كربلاء ودرب الجلجلة، ليحوّل ذكرى الشهادة إلى قيمة روحية جامعة تعزّز وحدة الصف وترفع المعنويات في لحظة سياسية وأمنية دقيقة.
بهذا المعنى، تحمل رسالة بري بُعدين متلازمين: الأول سياسي يؤكد أن المقاومة ثابتة في معادلة الداخل والخارج، والثاني وجداني يضفي على الشهادة معنى الاستمرارية والانتصار. لتبقى المعادلة واضحة: الغياب الجسدي لا يُلغي الحضور الرمزي، والتحالف بين نبيه بري وحزب الله لا يزال راسخاً أمام كل العواصف.