سفير باكستان سلمان أطهر في زيارة إلى عكار وطرابلس بدعوة من علي محمود العبد الله:
باكستان تقف إلى جانب لبنان وستواصل دعمه
النائب محمد سليمان: التعاون الدفاعي الباكستاني – السعودي يعزّز القدرات العربية والإسلامية بوجه كل الطامعين
المفتي د. زيد محمد بكار زكريا: باكستان دولة عظيمة تتمتع بتقدير كبير في العالمين العربي والإسلامي
علي العبد الله: باكستان تمثّل عمقنا الاستراتيجي الذي يجب أن نحافظ عليه
زار سفير باكستان سلمان أطهر، عكار وطرابلس، بدعوة من رئيس مجموعة أماكو علي محمود العبد الله الذي رافقه في سلسلة من الزيارات شملت شخصيات سياسية ودينية ومرجعيات عكارية. استهل السفير زياراته بلقاء صباحي في دارة النائب محمد سليمان في طرابلس، قبل أن يبدأ جولته الواسعة. وشملت زيارات السفير أطهر والعبد الله أيضا مفتي عكار الشيخ د. زيد محمد بكار زكريا، وأبرشية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس حيث استقبله الأرشمندريت يوحنا المشرقي ممثلا المتروبوليت باسيليوس منصور، ورئيس بلدية حلبا عبد الحميد الحلبي قبل أن يختتم زيارته بغداء في منزل علي العبد الله، وزيارة إلى غابة العذر والقموعة.
وخلال زياراته إلى الفعاليات والمرجعيات نوّه السفير أطهر بالعلاقات الباكستانية اللبنانية، مؤكدا أن باكستان وقفت إلى جانب لبنان في أصعب المراحل التي مرّ فيها، وستواصل وقوفها إلى جانبه. وأضاف: “لطالما وقفت باكستان إلى جانب الشعب اللبناني في الأوقات الصعبة، وخلال الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان، وقفت باكستان إلى جانب لبنان وأرسلنا مساعدات إنسانية، ووقفنا في المحافل الدولية إلى جانبه”. وحول علاقات باكستان العربية قال أطهر: “لقد وقعنا اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك مع المملكة العربية السعودية، وهذا يُظهر حجم الأهمية التي نوليها للبلدان العربية”. من جهته أشاد علي العبد الله بالعلاقات اللبنانية الباكستانية والعربية الباكستانية، وقال: “تتمتع العلاقات اللبنانية الباكستانية بأهمية استثنائية وهي علاقات تاريخية راسخة لا مع لبنان فحسب، بل مع كافة الدول العربية والإسلامية. باكستان تمثل عمقنا الاستراتيجي الذي يجب أن نحافظ عليه. ونحن نرى في اتفاقية الدفاع المشترك بين باكستان والمملكة العربية السعودية ضمانا إضافيا للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المتوتر بفعل السياسات الإسرائيلية العدوانية. ولا يسعنا إلا أن نعرب عن شكرنا لباكستان على وقوفها الدائم إلى جانب القضايا العربية العادلة، خاصة قضية فلسطين”.
زيارة النائب سليمان
وخلال استقباله السفير أطهر بحضور وجهاء من وادي خالد والعائلة في دارته في طرابلس، قال النائب سليمان: “نرحب بسعادة سفير باكستان في لبنان سلمان أطهر في الشمال بين أهله وأصدقائه ونشكره على زيارته الكريمة. باكستان هي دولة شقيقة وصديقة للبنان والدول العربية، ونحن نقدر دعمها الدائم لبلدنا. وهي دولة لديها مواقف مشرّفة تجاه قضيتنا الإسلامية قضية فلسطين، كما أنها تقف دائما إلى جانب الحق. ونحن نقدر التعاون بين باكستان والمملكة العربية السعودية، وأخص بالذكر التعاون الدفاعي المشترك والاتفاق الأخير الذي حصل بين البلدين، وهذا أمر يعزّز القدرات العربية والإسلامية بوجه كل الطامعين بالبلاد العربية. نحن ننظر إلى أي تعاون بين باكستان والسعودية، باعتباره تعاونا مع كل الدول العربية، لأن المملكة العربية السعودية هي صمام الأمان للمنطقة العربية والقضايا العربية، ونحن في لبنان ننظر إليها كداعم لبلدنا”.
من جهته، قال أطهر: “لقد كان لي اليوم شرف زيارة سعادة النائب محمد سليمان، وناقشنا سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين لبنان وباكستان، كما تناولنا أهمية تعزيز التبادلات التجارية، وتقوية العلاقات بين الشعبين. لطالما وقفت باكستان إلى جانب الشعب اللبناني في الأوقات الصعبة، وخلال الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان، وقفت باكستان إلى جانب لبنان. وكما ذكر سعادته، باكستان تدعم القضية الفلسطينية، ونحن ننظر إلى دعم الشعب الفلسطيني باعتباره من واجباتنا. وان شاء الله سيستمر التواصل مع سعادة النائب محمد سليمان لإيجاد الطرق المناسبة لتعزيز التجارة والاستثمار والزيارات المتبادلة بين البلدين، إضافة إلى التعاون بين مجلسي النواب لكي نحقق تقاربا بين الطرفين وتكون العلاقات وثيقة دائما بين البلدين”.
زيارة المفتي د. زيد بكار زكريا
وكان في استقبال السفير أطهر في دار الإفتاء في عكار مفتي عكار الشيخ د. زيد محمد بكار زكريا وعدد من الشخصيات من بينها النائب محمد سليمان ورئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط ورئيس بلدية حلبا عبد الحميد الحلبي ورئيس صندوق الزكاة أسامة الزعبي ومنسق عام تيار المستقبل في عكار الأستاذ عبد الإله زكريا و أمين سر المحافظة لقمان الكردي وأعضاء صندوق الزكاة، إضافة إلى لفيف من المشايخ والعلماء. وخلال الزيارة قال المفتي زكريا: “دار الإفتاء في عكار، هي دار تجمع كل المسلمين والمسيحيين وترعى شؤون الناس في عكار، وبإسمي واسم سعادة النائب محمد سليمان وأعضاء مجلس الأوقاف وصندوق الزكاة وبلدية حلبا نرحب بكم. ونتوجه بالشكر إلى الأستاذ علي العبد الله على تنظيم زيارتكم إلى المنطقة. شعب عكار، هو شعب طيب ومتواضع ومضياف، ولبنان عموما وعكار خصوصا تكن كل الحب للشعب الباكستاني وباكستان. الحقيقة أن باكستان دولة عظيمة تتمتع بتقدير كبير في العالمين العربي والإسلامي، ونحن ننظر باهتمام إلى التنسيق القائم بين باكستان والمملكة العربية السعودية، والذي تجلّى في الاتفاق الأخير بين البلدين، وهو الاتفاق الذي يحقق العدالة ويحفظ الأمن”.
وأضاف المفتي: “إن المجازر والوحشية التي تمارسها الصهيونية وإسرائيل في غزة وفلسطين، والاعتداء على دول الخليج والدوحة يعيد التذكير أن عدو العالم العربي والإسلامي هو إسرائيل. والحقيقة، أنتم تعانون وبشكل محدود من بعض الأمور الطائفية التي تشبه ما عانينا منه في الحرب الأهلية، لكن إن شاء الله، الحق ينتصر والإيمان ينتصر. لقد تعرّفنا على الشعب الباكستاني منذ زمن بعيد في دول الخليج، وهو شعب عظيم ومكافح وصادق وشجاع وأمين، وهذه هي صفاتكم فعلا. نتمنى لكم طيب الإقامة في لبنان وأن تكون زيارتكم إلى عكار موفقة”.
من جهته قال السفير أطهر: “باكستان هي دولة إسلامية، وهي تولي اهتماما خاصا لعلاقاتها مع البلدان العربية. ومؤخرا وقعنا اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك مع السعودية، وهي تُظهر حجم الأهمية التي نوليها لعلاقاتنا مع البلدان العربية”.
زيارة بلدية حلبا
وفي بلدية حلبا، كان في استقبال السفير أطهر رئيس بلدية حلبا عبد الحميد الحلبي وأعضاء من المجلس البلدي وعدد كبير من وجهاء المدينة. وقدم رئيس البلدية للسفير كتاب عن تاريخ عكار وكتاب آخر عن مدينة حلبا بعنوان “سوق حلبا العتيق” ودرع تقديري لمناسبة زيارته إلى المدينة. وقال الحلبي: “أرحب بكم باسم بلدية حلبا وأعضاء البلدية، هذه زيارة عزيزة، وباكستان هي دولة صديقة، وهي تدعم لبنان دائما كما تدعم الشعب اللبناني. حلبا تعد من مناطق الأطراف أو الريفية، ونعدها من المناطق المحرومة في لبنان، ونحن بحاجة إلى بناء العلاقات لتعزيز روابطنا مع الجميع. حلبا تشكل مدينة كبيرة وتتقاطع عندها كل طرقات المنطقة والقرى المجاورة، وهي أيضا مركز محافظة عكار. نحن نلتقي هنا اليوم في المكتبة التي يستفيد منها كل أهل عكار الذين يقدرون الثقافة تماما كأهل باكستان، ولهذا أحببت أن نلتقيكم اليوم في هذه المكتبة المتواضعة”. وتوجه السفير أطهر إلى الحلبي بالشكر على الاستقبال، وقال: “أهل عكار مضيافين جدا ومتواضعين، وقد تشرفت بزيارة هذه المنطقة من عكار التي تبعد عن بيروت لكنها واحدة من أهم مناطق لبنان. ونحن في باكستان نكن المودة لبلدكم لبنان”.
زيارة مطرانية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس
وفي مطرانية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس، كان في استقبال السفير أطهر الأرشمندريت يوحنا المشرقي ممثلا المتروبوليت باسيليوس منصور وعدد من الآباء. الأرشمندريت المشرقي رحّب بالضيف، وتناول معه شؤون المنطقة والتعايش بين كل فئاتها، وقال: “واحدة من المزايا التي تتمتع بها أبرشيتنا، هي أنها تنتشر في مناطق لبنانية ومناطق سورية. وفي لبنان كما في سوريا نواجه تحديات علينا التعامل معها. لكننا نعيش بوئام مع الجميع، وطائفة الروم الأرثوذكس هي طائفة تتعايش مع الجميع سواء في لبنان أو في سوريا. ونحن لا ننتشر فقط في حلبا، مع أنها مركز وجودنا، إلا أننا موجودين أيضا في مناطق عديدة”.
من جهته قال السفير أطهر: “لدينا في باكستان تنوّع ديني وطائفي، ولدينا أكثر من 3 ملايين مسيحي في باكستان، وكلنا، مسلمون ومسيحيون نعيش معا كالأخوة، ونعمل معا. وكما تعلم، فإن الديانتين المسيحية والإسلام قريبتان من بعضهما البعض، وإذا لم يكن سيدنا عيسى عليه السلام ومريم عليها السلام في صلب إيماني فلن أكون مسلما، ولهذا قلنا إن الديانتان ليستا قريبتان فحسب بل ثمة أخوّة تجمع بينهما. وعلينا أن نلعب دورا لنحرص على الأخوة بين أبناء الديانتين. تعاليم النبي والسيد المسيح كانتا تتمحوران حول الحب والسلام لخدمة الانسانية. وقال السيد المسيح “من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الآخر أيضا”، وهذا جوهر رسالة الحب والسلام التي أراد إيصالها إلى الناس. لذلك علينا ان نفهم أكثر تعاليم النبي، وأن ننمّي هذه العقلية. وهكذا نتخلص من الحروب والدمار، لأن كل الديانات تدعونا لأن نحب بعضنا الآخر. هل سمعتم عن ديانة تدعو لقتل الآخرين؟ كل الديانات تدعو إلى التصرف بشكل طيب مع الآخرين. علينا جميعا أن نحترم بعضنا في كل الديانات، وأن نفتش عن الطرق التي تقودنا إلى العيش بوئام. وهذه واجباتنا جميعا. وفي موعظة الجبل قدم السيد المسيح عليه السلام كلمة مميزة، وركزت على أننا عندما نتعلق بالأمور الدنيوية فإننا نتعلق بالدنيا، بينما علينا التركيز على حبنا لله”.
واختتم السفير أطهر والعبد الله سلسلة اللقاءات الواسعة بمأدبة غداء في دار علي العبد الله في تكريت، وشارك في اللقاء عضو المجلس الشرعي الإسلامي النقيب محمد مراد، اللواء محمود الأسمر، رئيس اتحاد بلديات نهر الأسطوان عمر الحايك، رئيس اتحاد بلديات الشفت طوني عبود، رئيسة بلدية تكريت د. هلا العبدالله، رئيس بلدية عيات م. أحمد الحاج وعقيلته، رئيس بلدية الشقدوف بول سعود و عدد من المرجعيات والشخصيات والوجهاء بحضور عقيلة السفير أطهر وعقيلة العبد الله وعائلته، قبل أن يقوم بزيارة إلى غابة العذر والقموعة حيث كان في استقبالهم أحمد عبدو البعريني ورئيس بلدية فنيدق حسام جود. وقام الوفد بجولة في الغابة ومنطقة القموعة وأطلعوا على بيئتها وأهميتها بالنسبة لعكار والشمال.