جمعية “نحلة بالقلب” افتتحت الطريق بين بلدة نحلة وجرودها
أقامت جمعية “نحلة بالقلب” حفل تدشين للطريق الذي يصل بلدة نحلة بجرودها، بطول 8 كيلومترات، وعرض يتراوح بين 6 و10 أمتار، بتمويل من رئيس الجمعية الحاج فراس محمد يحفوفي، وبالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني ووزارة الأشغال العامة، حيث بلغت الكلفة الإجمالية للطريق مليون و200 ألف دولار.
حضر الحفل، الذي أقيم عند مفرق وادي الجمالة، النائبان غازي زعيتر وينال صلح، رئيس مركز الأمن العام في بعلبك العقيد محمد الرفاعي، وضباط من فوج الحدود البرية في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد زهير الطفيلي، رئيس الاتحاد السابق شفيق قاسم شحادة، نائب رئيس اتحاد بلديات بعلبك عباس معاوية، رئيس بلدية مقنة ممدوح المقداد، رئيس بلدية دورس الدكتور مارون نجيم، رئيس بلدية بعلبك السابق مصطفى الشل، الأمين العام لحزب “البعث العربي الاشتراكي” علي يوسف حجازي، مسؤول قطاع بعلبك في “حزب الله” يوسف يحفوفي، ممثل قيادة إقليم البقاع في حركة “أمل” علي كركبا، مؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس، وفاعليات دينية وسياسية وعسكرية وأمنية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وتوجه عريف الحفل سامي اليحفوفي بالشكر والتقدير إلى رئيس الجمهورية وقائد الجيش ووزارة الأشغال العامة، “على ما قدموه من دعم ومواكبة وجهد في إنشاء هذا الطريق الحيوي الذي يجسد رؤية وطنية صادقة في خدمة الإنسان والأرض، ويعكس روح القيادة الواعية التي تؤمن بأن الإنماء هو أسمى أشكال الولاء”.
وأعلن بأن “أهالي بلدة نحلة قرروا إطلاق أن يحمل الطريق اسم الراحل محمد توفيق اليحفوفي “أبو فراس”.
صلح
وبدوره، تحدث النائب صلح، فقال: “في هذا اليوم المبارك، نلتقي على دربٍ شُقّ بالإرادة، ورُصف بالعطاء، طريقٍ هو شاهدٌ جديد على روح هذه البلدة الأصيلة التي لم تعرف المستحيل. نلتقي اليوم لنفتتح طريق الجرود، طريقًا صنعته القلوب قبل الأيادي، وعبدته جمعية نحلة بالقلب، التي حملت اسمها فعلًا لا قولًا، فكانت في القلب فعلًا وفي الميدان حضورًا، لا تعرف الكلل، ولا تغيب عن همّ الناس ولا عن وجعهم. تحية إكبار وتقدير إلى هذه الجمعية المباركة، وإلى رجالاتها الأوفياء، وفي طليعتهم الحاج فراس اليحفوفي، الذي قدّم نموذجًا راقيًا في الإخلاص والعطاء، وترك بصماتٍ مضيئة في كل مجالٍ من مجالات الخير والتنمية”.
وأكد ان “افتتاح هذا الطريق ليس مجرد إنجاز إنمائي، بل هو رسالة أملٍ وتكاتفٍ وتحدٍ، في زمنٍ غابت فيه الدولة وتراجعت المشاريع، فبقي الناس ليواجهوا قدرهم بإرادتهم. لقد أثبتم أن أبناء هذه الأرض، حين تتلاقى قلوبهم وتتوحّد سواعدهم، يصنعون ما تعجز عنه الوزارات والمؤسسات، ويبنون بما تيسّر ما لا تفكر فيه الدولة. ومن هنا، أتوجّه إليكم بدعوة صادقة:
لنعزّز روح التعاون بين جميع أبناء المنطقة، لأننا نعيش اليوم ظروفًا اقتصادية واجتماعية قاسية، وكلّ فردٍ فينا مسؤولٌ من موقعه، لا مكان للانتظار، ولا عذر للتقاعس”.
وأردف: “نقولها بوجعٍ وصدق، بعلبك الهرمل محرومة منذ عقود، كأنها خارج حدود الدولة. مشاريعها لا تصل، وخططها لا تُنفّذ، والحرمان فيها يكبر يومًا بعد يوم، أبناؤها يزرعون الصبر بدل القمح، ويشربون الكرامة بدل الماء”.
وتابع: “ما نراه اليوم من أداء حكومي، يؤكد أن الغياب لم يعد صدفة، بل أصبح نهجًا. الحكومة تبدو وكأنها لا علاقة لها بمآسي الناس، ولا بمعاناتهم اليومية، كأنها تعيش في بلدٍ آخر… هي حكومةٌ لا تفكّر في الجوع ولا البطالة ولا الانهيار، لكنها لا تتعب من الحديث عن سلاح الشرف، عن سلاح المقاومة، عن سلاح الكرامة. ونحن نقولها بوضوح: لن يستطيع أحد، لا هذه الحكومة ولا سواها، أن ينتزع سلاح المقاومة، لأنه سلاح الوجود، سلاح حماية الأرض والسيادة، سلاح من حمل الأمانة ودافع عن الكرامة”.
وأضاف: “في وقتٍ تتجاهل فيه الحكومة الانتهاكات الصهيونية اليومية، والاعتداءات المتكرّرة على أرضنا وشعبنا، لا يزال الدم يزرف ولا يزال الكيان الغاصب يدمر المنازل، فيما بعض أهل الدولة يتعاملون بكيدية سياسية دون أن يفكروا حتى بالعمل لمنع هذه الانتهاكات وكأنهم غير معنيين حتى لا نقول أكثر من ذلك”.
وأعلن “لن ننتظر أحد، ولن نطلب المستحيل من غائبٍ لا يسمع، سنكمل الطريق كما بدأناه بإيمانٍ وعزيمةٍ ووحدة. وكما فتحنا هذا الطريق بأيدينا، سنفتح غدًا دروب العيش الكريم والكرامة لأجيالنا القادمة بالبناء كما في الحماية”.
ورأى صلح أن “ما نشهده اليوم في فلسطين الحبيبة من وقفٍ للعدوان الإسرائيلي على غزة ليس وليد مبادراتٍ إنسانية ولا ضغوطٍ دبلوماسية، وليس لأن ترامب، ذلك المهووس بجائزة نوبل للسلام، قرّر أن يكون رجل سلام. ولا لأن العرب هدّدوا بترساناتهم وجيوشهم، بل لأن هناك شعبًا صامدًا، ومقاومة لا تُقهر، كسرت غطرسة العدو، وأثبتت أن الإرادة الحرة أقوى من كل آلة حرب”.
واعتبر أن “السبب الأول لهذا الإنجاز هو صمود غزة، التي صمدت سنتين من نارٍ وحصار، ولم تنكسر. والسبب الثاني هو العزلة العالمية للكيان الصهيوني، الذي انكشف أمام العالم ككيانٍ مجرمٍ لا يعرف للإنسانية معنى، حتى بات العار هو حليفه الوحيد. وهكذا أُجبر نتنياهو على الرضوخ، لا حبًّا بالسلام، بل خوفًا من الانفجار الأخلاقي والسياسي الذي يطوّق كيانه. وها هي المقاومة، في غزة، تفرض التوازن والردع، وتكتب معادلة جديدة عنوانها: من المقاومة تُصنع المواقف، ومن الصمود تُكتب الانتصارات”.
وأكد أن “ما تحقق هو انتصار، لا شك فيه هو انتصار لإرادة الشعوب الحرة، لا لصفقات الساسة ولا لسلام الخداع. ونحن في لبنان، في قلب محور المقاومة، نؤكد أننا جزء من هذه المعادلة الكبرى، وسلاح المقاومة في لبنان وغزة واحد في الهدف والمصير”.
وختم صلح: “من غزة إلى الجنوب، ومن بيروت إلى القدس، الرسالة واحدة: الزمن تغيّر، الجيش الذي لا يقهر، ها هو اليوم ومرة جديدة ينكسر أمام إرادة المقاومين، ويركع أمام الحقيقة التي يحاول الهروب منها بأنّ إرادة الشعوب لا تُهزم. بارك الله بكل يدٍ تبني ولا تهدم، وبكل قلبٍ صادقٍ يزرع الأمل رغم الألم. وسيبقى شعارنا كما كان دائمًا: نحمي ونبني… يدًا بيد، رغم كل الصعاب والمؤامرات، سنستمر في البناء، وسنصنع المستقبل”.
اتحاد بلديات بعلبك
وألقى عباس معاوية كلمة اتحاد بلديات بعلبك، فرأى أن “هذا الإنجاز يعكس روح التعاون والإرادة القوية التي يتمتع بها مجتمعنا، ويأتي في وقت نحن في أمس الحاجة إلى مثل هذه المشاريع الحيوية. إن هذا الطريق هو خطوة مهمة نحو تعزيز البنية التحتية في منطقتنا، حيث سيساهم في تسهيل حركة التنقل ويعزز التجارة والسياحة”.
وتابع: “سيتم استكمال العمل في القريب العاجل ليصل الطريق إلى الحدود السورية، مما سيفتح آفاقاً جديدة للتنمية ويعزز الروابط بين المجتمعات”.
ولفت إلى أن”الأزمات المتراكمة والتحديات الاقتصادية تؤثر بشكل مباشر على البلديات واتحاداتها، وتعيق تنفيذ مشاريع مماثلة. نحن أمام واقع يتطلب منا التفكير الجماعي والعمل المشترك، وهذا هو الوقت الذي يجب أن تكون فيه أكثر اتحاداً وتضامناً… علينا أن نستثمر في كل فرصة متاحة لتحسين ظروف حياتنا، والعمل على تقديم الأفضل لمجتمعنا”.
وأشار إلى “الدور الرائد لجمعية نحلة بالقلب برئاسة الحاج فراس يحقوقي، التي تتصدى للمشاريع الإنسانية وتعمل على مقاومة الإهمال والحرمان، ومنها هذا الطريق الذي بلغت كلفته مليون و ۲۰۰ ألف دولار هي مثال حي على الالتزام والتفاني في خدمة المجتمع”.
يحفوفي
واعتبر يحفوفي أن “الطريق في كتاب الله، ليس مجرد ممر من تراب وزفت، بل هو رمز حياة وهداية وعمران، هو جسر يربط الناس ببعضهم، ويصل الأرض بأهلها، والعمل بالأمل الصادق. فكما أن السالك إلى الله لا يبلغ مراده إلا على طريق الإيمان، كذلك الأوطان لا تنهض إلا على طريق العمل والإنماء والتعاون”.
وأضاف: “إن تأهيل طريق جرد نحلة، ليس مشروعا إنشائيا فحسب، بل هو نبضة حياة في قلب البلدة، يمتد على طول يقارب 8000 متر، وبعرض يتراوح بين 6 إلى 10 أمتار، يربط الجبل بأهله، ويعيد الأمل إلى الأرض، ويفتح أمام الناس أبواب الرزق والعمل والخير”.
وختم يحفوفي: “كل طريق يعبَّد تُعبَّد معه دروب الغد، وكل حجر يوضع في سبيل الإعمار هو شاهد على إرادة الحياة. وإنني أتقدم باسمي وباسم جمعية نحلة بالقلب بالشكر الصادق والعرفان العميق لكل من ساهم وعمل وقدم جهدا أو دعما لإنجاز هذا المشروع الحيوي، ويدنا ممدودة إلى أهل العزم والعمل والإخلاص وإلى جميع أبناء البلدة من أجل غد أفضل بإذن الله”.
وبعد قص شريط الافتتاح، تم تدشين الطريق.