حاورته: فاطمة جابر
تعتبر بلدة “روم” قضاء جزين، شرق مدينة صيدا في جنوب لبنان، واحدة من أجمل المناطق اللبنانية، لما تتميز به من طبيعة خلابة وثروتها الحرجية، والبيوت القديمة ذات القرميد الاحمر والسقف المعقود والحجر المقصوب التي يعود تاريخ بنائها الى أكثر من ماية عام أشجار الزيتون التي يعود تاريخها لمئات السنين، إلى جانب أحراج السنديان والصنوبر وكروم العنب والتين.
اختلفت المصادر حول خلفية إسم “روم” كان الجميع اتفق على أنها تعني المكان المرتفع والعالي وهذا ما يجسد الاسم الحقيقي لبلدة “روم” التي تترامى بمساحتها البالغة 9.67كلم2 على قمم شامخة وأودية متهادية تنقلك بناظريك ما بين السماء والارض أي ما بين الجبل والساحل حيث يبلغ إرتفاعها ما بين 900 م إلى 600 م عن سطح البحر.
صنفت بلدة “روم” في العام 1955 بناء على مرسوم جمهوري أنها من بلدة سياحية من بين قرى ومدن الاصطياف في لبنان.)
تتميز بلدة “روم” بعلاقة طيبة مع جميع القرى المجاورة، كما يتميز ابناء البلدة بالكرم وحسن الضيافة والاخلاق ما ساعدهم على بناء علاقات مميزة تخطت حدود الوطن تمثلت بالتوأمة مع بلدة فرنسية “Ormesson Sur Marne”.
يعود تاريخ بلدية “روم” الى العام 1927 ، تعاقبت عدة مجالس على إدارة أعمالها آخرها المجلس الحالي برئاسة جوني حداد الذي وعلى الرغم من الفترة القصيرة في رئاسة المجلس تراه نشيطاً ومتفاعلا ومتابعا لكل قضايا البلدة في مجال العمل البلدي إنطلاقاً من حرصه على الصالح العام تقديرا منه للبلدة وأبنائها وضيوفها، ما يكسبه محبة الأهالي وتقديرهم واحترامهم، لما قدمته البلدة من إنجازات ونفذته من مشاريع خلال هذه الفترة القصية.
حول مميزات بلدة “روم” الطبيعية والتاريخية وطيبة أهالها، وإنجازات بلديتها منذ انتخابها في شهر أيار 2025، التقينا رئيس بلدية روم السيد جوني حداد وأجرينا معه هذا الحوار:
+ ما هي ابرز الانجازات التي تطمح لها البلدية الحالية في “روم”؟
= لا شك بأن طموحنا كبير، هو طموح البلدية ورئيسها، هو طموح أهالي البلدة جميعا، أن تشهد “روم” نهضة إنمائية، وسياحية وإعادة إحياء المهرجانات السياحية والتراثية، كما كانت في الحقب القديمة وخاصة حقبة رئيس البلدية السابق أبو عجاج الذي تمكن من المحافظة على البلدة وعلى التعايش بين أهلها وعمل على تطوير بنيتها. لكننا اليوم نمر على مستوى الوطن بظروف صعبة استثنائية، بالاضافة إلى الوضع الاقتصادي المهترئ، ذلك لأن ما نطمح له يحتاج لإمكانيات وتمويل ودعم.
لكننا سنبقى نعمل بجد، وسنبقى نبذل الجهود المضنية على أرض الواقع لإعادة “روم” على الخريطة السياحية ونعيد لمعالمها الازدهار.
+ ما هي أبرز إنجازاتكم حتى الآن؟
= الفترة التي تسلمنا بها رئاسة البلدية قصيرة، لكن يشهد الأهالي أننا قمنا بمشاريع عمل كثيرة، عملنا على ترميم شبكة الكهرباء وإنادة الشوارع والأحياء، تنظيم وتهذيب الأشجار على جانبي الطرقات، تركيب طاقة شمسية، تنظيف البنية التحتية، كذلك ترميم مبنى البلدية الذي كان مهملا لسنوات طويلة، إلى جانب صيانة شبكة الكاميرات، والانطلاق بترميم الطرقات وإنارة الطرقات الزراعية، كذلك قمنا بإعادة إحياء المهرجان السياحي السنوي على ثلاثه ايام بعد انقطاع طويل، كذلك تمت متابعة ومعالجة الكثير من القضايا القانونية العالقة في البلدة.
ما قامت به البلدية حتى الآن وما ستقوم به خلال المرحلة القادمة، هو مسؤوليتها من واجباتها، لكن كما ذكرت سابقا، فالظروف الاقتصادية التي نعاني منها تعكس نفسها علينا جميعا وتشكل عقبة أمام تنفيذ كل ما نطمح له، لكن ذلك لا يعني اليأس والتراجع، بل سنبقى على طريق العمل وإطلاق المشاريع البيئية والتنموية وتنظيم المهرجانات ومعالجة قضايا الأهالي مهما بلغت العقبات والصعوبات
+ ما هي أبرز العراقيل والتحديات التي تواجهكم في عملكم؟
= من أبرز هذه العراقيل والتحديات هي مسألة التمويل، طبعا هناك من يقدم ومن يتبرع، لكن الطموح كبير والمطلوب كثير، وبالتالي ما يقدم لنا ليس كافيا، ورغم ذلك سنكمل وسنوفي بوعودنا بقدر المستطاع، وبانتظار أن تلعب الدولة دورا، خاصة وأننا طرقنا أبواب دوائر عدة طالبين الدعم، لكن حتى الآن لا إجابات شافية حتى الآن.
لا شك أن هناك تحديات كثيرة نواجهها اليوم، وسنبقى في مواجهتها، بالنسبة لي أولى التحديات هي التحدي لنفسي، والتحدي مع نفسي، مع الطموح الذي أعمل من اجل تحقيقه، وهو “روم” بلدة حضارية متطورة، يعمها الخير والأمان والاستقرار والمهرجانات السياحية، والاحتفال بالأعياد والمناسبات، التحدي أن أقدم لـ”روم” خلال سنوات رئاستي للبلدية المشاريع التنموية والبيئية.
+ هل هناك تجاوب من أهالي “روم” مع البلدية”؟
= يمكن لي القول أن هناك تجاوب واسع من قبل الأهالي مع البلدية، وهذا ما برز من خلال الاندفاع والسرعة في دفع رسوم البلدية السنوي، هناك ارتياح واضح في نفوس المواطنين، هناك أحاديث تتردد بين الأهالي حول إنجازات البلدية رغم المدة القصيرة.