بيروت تحت أنظار العواصم… موجة زيارات دبلوماسية تحمل رسائل التهدئة والتحذير
يشهد لبنان في الساعات المقبلة حركة دبلوماسية وأمنية مكثفة تعكس اهتماماً إقليمياً ودولياً متزايداً بالوضع الداخلي وبجبهة الجنوب. فقد تتزامن زيارة مدير المخابرات المصرية إلى بيروت بعد لقائه مسؤولين في الكيان الإسرائيلي، مع وصول أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، إضافة إلى الموفد السعودي يزيد بن فرحان الذي سيحط في بيروت حسب ما أكدته بعض المصادر الإعلامية.
هذه الموجة من التحركات توحي بوجود مشاورات دولية – عربية متقاطعة تهدف إلى منع انزلاق لبنان نحو مواجهة عسكرية شاملة، وإلى بلورة تفاهمات سياسية داخلية تساعد على تهدئة الجبهة الجنوبية وتنظيم الاستحقاقات المقبلة. فالموفدون يسعون – على ما يبدو – إلى تثبيت وقف إطلاق النار الذي التزم به حزب الله، وإلى استكشاف موقف الحزب والدولة اللبنانية من المبادرات الأمنية والسياسية المطروحة.
في المقابل، المشهد الداخلي السياسي لا يقل سخونة؛ إذ تصاعد الاشتباك الكلامي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب القوات اللبنانية التي تقود حملة على رئاسة المجلس وتتهمه بالتعطيل، فيما رد بري مؤكداً أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها ووفق القانون الحالي، رافضاً أي محاولة للضغط أو التعديل في الظروف الراهنة.
إجمالاً، يمكن القول إن لبنان يقف اليوم عند مفترق حساس بين ضغوط الخارج ومسؤوليات الداخل:
-
الخارج يسعى إلى احتواء التوتر مع “إسرائيل” ومنع اتساع رقعة الصراع.
-
الداخل يعيش احتقاناً سياسياً متزايداً مع اقتراب الاستحقاقات الدستورية.
والنتيجة أن البلاد تتأرجح بين تسوية سياسية يجري طبخها بهدوء برعاية عربية ودولية، وبين خطر الانفجار إذا فشلت هذه المساعي.
