“حين يتحدث السلوك… فذلك نداء من الطفل لا يجب تجاهله”/ رقية حسن النجار
يظنّ الكثير من الأهل أن السلوك غير المرغوب به تصرّف عابر أو دلع طفولي، بينما في الحقيقة هو رسالة صامتة يرسلها الطفل عندما لا يجد وسيلة للتعبير عمّا يشعر به أو يحتاجه.
السلوك لا يظهر صدفة، ولا يأتي من فراغ. خلف كل تصرف غير مقبول سببٌ تربوي أو نفسي أو بيئي يجب أن نفهمه بدل أن نعاقبه.
من أين يأتي السلوك غير المرغوب؟
1. من البيت أولاً:
عندما يغيب الحوار، أو يعاقب الطفل بقسوة، أو يُترك بلا توجيه ولا قدوة.
يرى في الغضب وسيلة للفت الانتباه، وفي العناد طريقًا للسيطرة.
2. من الشارع ووسائل الإعلام:
يقلّد ما يشاهده دون وعي، فالمشاهد العدوانية والمحتوى غير المناسب تزرع في داخله فوضى السلوك.
3. من المدرسة أحيانًا:
ليس لأن المدرسة تُنتج السلوك، بل لأن الطفل فيها يعكس ما يحمله من البيت، فتظهر المشكلات بوضوح أمام المعلمين
كيف نتعامل مع هذه السلوكيات؟
1. تعاون الأهل مع المدرسة هو الأساس.
لا بد من أن يكون هناك جسر ثقة لا جدار اتهام. فالمعلم يرى ما لا يراه الأهل، والبيت يكمّل دور المدرسة.
2. الاستماع قبل العقاب.
اسأل الطفل: لماذا فعلت ذلك؟، ولا تكتفِ بقول عيب أو حرام. الفهم أول خطوة للتصحيح.
3. وضع حدود واضحة ومحبة.
فالتربية لا تعني القسوة، بل التوازن بين الحزم والحنان.
4. مراقبة ما يشاهده الطفل.
لأن ما يُعرض أمامه اليوم، سيتحول غدًا إلى سلوك أمام الناس.
5. تعزيز السلوك الإيجابي.
امدح الكلمة الطيبة، كافئ التصرف الجيد، فالتشجيع يغرس ما لا تزرعه العقوبة.
عندما يخطئ الطفل، لا تقل “ابني تغيّر”، بل اسأل نفسك:
“ما الذي تغيّر حوله؟”
فالسلوك مرآة لما نزرعه فيهم، وما نُقدّمه لهم من أمان واهتمام.
البيت والمدرسة شريكان في بناء الإنسان…
فإذا فشل أحدهما، تعثّر الاثنان.
