استقالة مفوض الإطفاء في نيويورك بعد فوز زهران ممداني… انقسام سياسي يلوح في الأفق
قدّم مفوض الإطفاء في نيويورك روبرت تاكر استقالته من منصبه، لتكون أول استقالة رفيعة المستوى تلي فوز زهران ممداني بمنصب عمدة المدينة.
وجاء في رسالة تاكر الموجّهة إلى العمدة الحالي إيريك آدامز أن استقالته ستصبح نافذة في 19 كانون الأول المقبل، مؤكداً استمراره في قيادة دائرة الإطفاء خلال المرحلة الانتقالية.
وتأتي هذه الخطوة عقب فوز ممداني، النائب الديمقراطي البالغ من العمر 34 عاماً، الذي أصبح أول عمدة مسلم لنيويورك وأول شخصية من أصول جنوب آسيوية تتولى هذا المنصب في تاريخ المدينة.
وكشفت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ أن قرار تاكر نابع من قناعاته الصهيونية واعتقاده بعدم إمكانية الاستمرار في ظل إدارة ممداني، الذي أثارت مواقفه الناقدة تجاه إسرائيل جدلاً واسعاً في الأوساط اليهودية داخل المدينة وخارجها.
وبحسب المصادر، فإن تاكر رأى أن البقاء في الإدارة سيكون “غير متسق مع مبادئه”، خصوصاً أنه يدير شركة أمنية واستخباراتية ناشطة في الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن المتوقع أن يعود إليها فور مغادرته منصبه الحكومي.
من جهته، بدأ ممداني بتشكيل فريق عمله الجديد، معلناً تعيين لينا خان، الرئيسة السابقة للجنة التجارة الفيدرالية، مستشارة للسياسات الاقتصادية، إلى جانب ماريا توريس التي ستتولى منصب الرئيسة المشاركة للفترة الانتقالية.
ويرى مراقبون أن استقالة تاكر تمثل بداية مرحلة دقيقة في العلاقة بين المؤسسات الرسمية وإدارة ممداني المقبلة، وتعكس حجم التحول السياسي والثقافي الذي تشهده المدينة مع وصول شخصية شابة ذات مواقف تقدمية واضحة إلى موقع القرار.
ويعتبر البعض أن هذه الاستقالة قد تكون مؤشراً على مقاومة داخلية من بعض الدوائر التقليدية، في حين يرى آخرون أنها فرصة لإعادة هيكلة مؤسسات المدينة على أسس أكثر تنوعاً وانفتاحاً.
وفي كل الأحوال، يبدو أن ولاية زهران ممداني ستفتتح فصلاً جديداً في تاريخ نيويورك، تحت عنوان المواجهة بين الثابت والتغيير، وسط ترقّب واسع لما سيقدمه أول عمدة مسلم في تاريخ المدينة.
