تتسم عادات وتقاليد عيد الميلاد المجيد في لبنان بخصوصية فريدة تجمع بين الطقوس الدينية العميقة والمظاهر الاجتماعية والاحتفالية المميزة، والتي تعكس النسيج المتنوع للمجتمع اللبناني.
إليك أبرز هذه العادات والتقاليد:
1. المغارة وشجرة الميلاد
- المغارة: تحتل المغارة مكانة مركزية في الاحتفالات اللبنانية. يتم إعدادها بدقة متناهية قبل أسابيع من العيد، وتوضع فيها تماثيل تمثل العائلة المقدسة والرعاة والمجوس. بعض العائلات تبدع في صنع مغارات ضخمة ومعقدة في حدائقها أو داخل المنازل.
- قمح الميلاد: من التقاليد اللبنانية العريقة زراعة “القمح والشعير والترمس والفول” في أوانٍ خاصة (صحون أو علب) قبل العيد بنحو 10 أيام في أماكن مظلمة، حتى تنمو عيدان خضراء طويلة. تُستخدم هذه العيدان لتزيين المغارة ورأس تمثال السيد المسيح، كرمز للنمو والحياة الجديدة.
- شجرة الميلاد: لا يكتمل العيد في لبنان دون شجرة الميلاد المزينة بالأضواء والكرات الملونة والهدايا، وتتسابق المناطق والبلديات في تزيين أشجار ضخمة في الساحات العامة (خاصة في بيروت وجبيل وزحلة).
2. الطعام والضيافة اللبنانية
- الكبة النيئة: الطبق الأبرز على مائدة الميلاد اللبنانية هو “الكبة النيئة” التي تحضر بعناية فائقة وتُقدم كطبق رئيسي إلى جانب المقبلات اللبنانية المتنوعة.
- المأكولات الدسمة: تشمل المائدة أيضاً الديك الرومي المحشي (خاصة في ليلة العيد)، والمشاوي، والتبولة، والحمص والمتبل.
- الحلويات: “المعمول” المحشو بالجوز أو التمر أو الفستق هو حلوى العيد الرئيسية، إلى جانب “المغلي” الذي يُقدم في مناسبات الميلاد والولادات، وهو عبارة عن حلوى الأرز المطحون المزينة بالمكسرات وجوز الهند.
3. الطقوس الدينية والاجتماعية
- قداس منتصف الليل: ليلة 24 ديسمبر هي أهم ليلة. تتجه العائلات المسيحية إلى الكنائس لحضور قداس منتصف الليل (قداس الميلاد)، الذي يتسم بأجواء روحانية مؤثرة وتراتيل ميلادية جميلة.
- تبادل الهدايا: يتبادل أفراد العائلة والأصدقاء الهدايا عشية العيد أو صباح يوم العيد، وتلعب شخصية “بابا نويل” دوراً كبيراً في إسعاد الأطفال وتوزيع الهدايا عليهم.
- الزيارات العائلية: يُعد عيد الميلاد فرصة لزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، حيث تمتلئ المنازل بالدفء والترحاب، وتكون الأجواء اجتماعية بامتياز.
4. الأجواء الاحتفالية في الشوارع
تتحول المدن والبلدات في لبنان إلى كرنفال من الأضواء والديكورات والزينة المبهجة، وتعج المطاعم والمقاهي بالناس المحتفلين، مما يعطي العيد طابعاً حيوياً ومفعماً بالأمل والفرح.
تُظهر هذه العادات تمسك اللبنانيين بالحياة والفرح رغم الظروف الصعبة، واحتفالهم بالأمل الذي يمثله عيد الميلاد.
