منذ مدة قريبة أقدمت إدارة تلفزيون لبنان على طرد إعلامية بسبب ارتدائها الحجاب، بحجة أن الحجاب رمز ديني وهو أمر ممنوع في هذا الجهاز الرسمي وفق بيان الإدارة، وقد يؤدي بزعمهم إلى إثارة الحساسية لدى طوائف أخرى، وربما يشكل خطراً على السلم الأهلي.
بالأمس، انبرى إعلامي ومقدم برامج في تلفزيون لبنان بالتطاول على طائفة بكاملها، والتعرض لمرجعية دينية لدى الطائفة الشيعية بخطاب يتفوق فيه على الناطق الرسمي للعدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وبعبارات ملؤها الحقد والغل والكراهية، النابعة من شخصية مريضة حاقدة، ولم يرف جفن لإدارة تلفزيون لبنان، ولم يُدق نفير الإنذار من قبل هذه الإدارة للتصدي لمثير الشغب، ولا دفاعاً عن السلم الأهلي، باعتبار أن هذا العمل الشائن يندرج تحت حرية الإعلام، وهو الشعار الذي يتلطى خلفه الحاقدون، ويتغنون به طالما يحميهم ويمنع محاسبتهم، ويسقطونه إن استعمله غيرهم في فضح أكاذيبهم ، وكشف فسادهم.
لا أنكر أن لكل شخص حرية الإيمان بمعتقد أو فكرديني كان أم سياسي، ولكن حينما يكون هذا الشخص موظفاً في إعلام رسمي فيجب عليه أن يكون حيادياً في مقاربته للأمور، وأن يكون موضوعياً في طرح المواضيع، وحرفياً في إدارة الحلقة، أما أن يكون طرفاً فتلك مشكلة كبرى.
وللأسف، فإن بعض القنوات اللبنانية الخاصة ــ المملوكة من أحزاب ورجال مال وأعمال ـ تنضح بالخطاب العنصري، والتحريض المذهبي، وتعريض السلم الأهلي للخطر، والتطاول على المقامات السياسية والدينية وتحديداً في بيئة المقاومة، في غياب تام للمساءلة والمحاسبة من قبل وزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام، ودون أن يحرك القضاء ساكناً حفاظاً على السلم الأهلي.
ويبقى السؤال، ماذا لو كان الكلام نفسه من قبل إعلامي من محور معين بحق مرجعية مسيحية لبنانية أو عالمية، وبحق طائفة كاملة والطلب منها أن “حلو عنا”؟ ألا تُقرع أجراس الكنائس كما قُرعت في زحلة وجزين إبان الانتخابات البلدية؟ ألا ترتفع الأصوات السياسية والإعلامية والرسمية مطالبة بتوقيف هذا الإعلامي ومحاسبته وسجنه؟ ألا تصدح المطالبة بالنزول إلى الشارع وقطع الطرقات والاحتجاج على هذا الفعل الشنيع؟
إن ما أقدم عليه الإعلامي وليد عبود لا يندرج تحت بند حرية الإعلام، إنما هو تحريض ضد طائفة مؤسسة لهذا البلد، وليست طارئة عليه كما يحلو للبعض أن يصورها، وهي دفعت أثماناً باهظة حفاظاً على بقاء وسيادة هذا الوطن.
المطلوب أن تتحرك الأجهزة الرسمية من أجل اتخاذ إجراء سريع وفوري بحق هذا الإعلامي حتى لا يتجرأ غيره على القيام بنفس فعله تجاه طوائف أخرى وهو في مأمن من العقاب.
أخبار شائعة
- العدوان على قطر أحيا المخاوف اللبنانية المشروعة!
- الكاميرون على مفترق طرق بين استمرار حكم بول بيا وصعود جيل سياسي جديد/ ليلى قيس
- رئيس وزراء قطر: ردنا قادم وليس لوحدنا
- فقد السيطرة واصطدم بعدد من السيارات في المنصورية!
- بالصّور ـ في الجناح: إلقاء قنبلة خلال حفل زفاف.. ووقوع إصابات!
- “لائحة العمل النقابي” تخوض انتخابات رابطة أساتذة التعليم الثانوي بهذه العناوين
- محافظ الجنوب يكرّم المهندسة منى ناصر والدكتورة ملاك دياب تقديرًا لجهودهما وإنجازاتهما
- الرئيس عون: القطار إنطلق وممنوع الوقوف بوجهه