تقرير: مايا الشامي
شهد Choco Sushi Garden في الجنوب اللبناني أمسية استثنائية بالتعاون مع Filmanzel، حملت عنوان تحية لزياد الرحباني”. لم تقتصر الأمسية على الاحتفاء بتراث الفنان الراحل، بل كانت إعلانا عن البقاء ورفض الخضوع، ودفقة أمل وسط الخراب المستمر.
افتتحت الفعالية بعرض بصري مدته ساعة كاملة من أرشيف زياد الرحباني، تضمن مسرحياته وأغانيه وكلماته بصوته، قبل أن تقدم فرقة نفس معزوفات حية أعادت للجمهور أجواء حفلاته. كان الجنوب يغني مع كل وتر وكانت القلوب تخفق بنبض واحد … منرفض نحنا نموت. لم يكن هذا مجرد لحن، بل تحول إلى قسم جماعي ووعد بأن الجنوب لا يموت ما دام هناك من يصر على الحلم.
تجلت روعة الأمسية في جهود خضر غندور، مدیر Choco Sushi Garden ، وهادي بيطار، مدير Filmanzel ، اللذين أرسيا تصورًا فنيًا متكاملا جعل الحدث أكثر من مجرد عرض. حول خضر المكان إلى بستان مقاوم لا تذبل فيه الأحلام، رغم كل الظروف في أرض كانت تنزف، بينما نسق هادي الحدث بدقة، فدمج بين الموسيقى والصورة بطريقة مبتكرة وجذابة محولين اللحظات إلى تجربة حية تعكس الفن الأصيل وروح المقاومة في الجنوب، لتتداخل بذلك الأصوات والأنغام مع الصور فتتحول كل لحظة إلى جزء من الحكاية التي يعيشها الجمهور.
وفي قلب هذا البستان النابض،
أضفى الأستاذ حسين معاز، صديق زياد الرحباني لمسة خاصة على الأمسية بعرض أرشيف حصري يضم توقيعات وكلمات أصلية للفنان، بينما قدم Choco Sushi مفاجأة للجمهور عبر إطلاق كوب يحمل اقتباسات من أقوال الرحباني، ليكون تذكارًا مميزا لهذه المناسبة.
بجهد يشبه التمرد على العتمة، نسج خضر غندور وهادي بيطار ليلة لا تنسى حيث كانت الموسيقى فعل مقاومة والصوت أعلى من الطائرات. لم ينتظرا أن تهدأ الحرب، بل أقاما احتفالا بالحياة في حضنها.
لم تكن الأمسية مجرد تحية لزياد، بل كانت تحية للجنوب نفسه، ولمن يؤمن بأن الفن لا ينهزم، بل يبقى ويبقي معه الذاكرة حية. بصمت الحالمين وعناد العاشقين، وضع خضر وهادي توقيعهما على ليلة قالت ما لم تقله السياسة، ولم تقو على منعه الطائرات فننا مقاومة، وأحلامنا لا تموت …