الحلبي والأشقر وإسحق: ترويكا تربويّة وطنيّة./ نادين خزعل..

نائب رئيس التحرير | كاتبة ومحررة أخبار
عباس الحلبي وزير التربية، عماد الأشقر مدير عام التربية، هيام إسحق رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، ثلاثة أسماء شكلت ترويكا تربوية شعارها: هو زمن الأفعال لا الأقوال..
فبعد طول انتظار وبعد أن بلغ سيل الحاجة التربوية إلى التغيير والتطوير الزبى، انطلقت ورشة تجديد المناهج التربوية في لبنان.
المهمة غاية في الأهمية، والمعايير هي الكفاءة العلمية والشهادة الجامعية والخبرة العملية والكفاية التربوية والملكة التعليميّة، وعليه كانت وزارة التربية قد فتحت باب الترشيح لمن تجتمع لديه هذه المواصفات ليكون في عديد اللجان التي ستتولى كتابة المناهج.
كان وزير التربية عباس الحلبي رعى بالأمس اللقاء مع الخبراء الذين سوف يختارون من بين المرشحين أعضاء لجان كتابة مناهج المواد التعليمية، واللقاء نظمه المركز التربوي للبحوث والإنماء بحضور المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر ، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق منسق عام لجان المناهج جهاد صليبا، المستشار البير شمعون، رؤساء المكاتب والوحدات في المركز، وحشد من الخبراء التربويين المرشحين.
عباس الحلبي
الوزير عباس الحلبي أكد أن الوزارة في سباق مع الزمن لإنهاء هذه الورشة، والعنوان هو تسريع الخطى لإعداد مناهج تحاكي تطلعات الجيل.
يدرك الحلبي جيدًا خصوصية الفسيفساء السياسية والطائفية في لبنان، وكم كان لها من دور أعاق اتخاذ خطوة تغيير وتعديل المناهج، ولكن يُشهد له نجاحه في التقريب بين كل المكونات اللبنانية، وتعميم الأفكار التنويرية والمنفتحة وفي هذا الإطار قال: ” في هذا البلد وأنت تتخذ قرارًا أو تكون في حالة التحضير لاتخاذ القرار ، يتم تصنيفك لدى هذا المعسكر او ذاك .ولكن من لديه مثلي الخبرة السابقة في التقريب بين المكونات اللبنانية والحوار الإسلامي المسيحي، فإنني عازم على عدم إعطاء هذه التصنيفات الأهمية راهنًا ، بل أن نبقى ونعمل وننتج ونقرب المسافات بين جميع الإتجاهات وبين جميع اللبنانيين ، ونعمم هذا التوجه على كل خطوة نخطوها في موضوع المناهج . فكلما فتحنا قلبنا وعقلنا أمام الأفكار المختلفة، كلما نجحنا في تسهيل إخراج المناهج في مراحلها المتقدمة عندما تصبح بين ايدي المؤسسات السياسية”.
عماد الأشقر .
من جهته المدير العام عماد الأشقر، رجل المهمات الصعبة، المتابع والمواكب عن كثب لكل تفصيل تربوي، والحامل بأمانة لأمانة النهوض بالقطاع التعليمي والمؤمن بأن التربية هي آخر معاقل صمود لبنان واستمراريته قال: ” إننا اليوم معكم نكتب تاريخًا مجيدًا للتربية عبر ورشة تجديد المناهج التربوية، ونسعى في كل لحظة لنخرج من الحفر التي تعترض مسيرتنا”.
وتابع الأشقر: ” عالم التواصل فتح لبنان على العالم بأسره وبات الذكاء الإصطناعي سيد الموقف ، من هنا تأتي اهمية دوركم في اختيار افضل التربويين لكتابة مناهج المواد الدراسية كافة، لكي نعود إلى التنافس في الداخل والخارج نحو الأفضل”.
هيام إسحق
على صعيد المركز التربوي للبحوث والإنماء، فإنه ومع تسلم البوفسورة هيام إسحق رئاسته، تحول إلى ورشة عمل مستمرة تحاكي تطلعات التربويين الراغبين بالتغيير.
وقد توجهت البروفسورة إسحق بالكلام إلى الخبراء قائلة: “لقد لبيتم طلب المركز التربوي وتقدمتم لهذه المهمة الرسالية، ويسعدني أن يكون هذا اللقاء بمثابة توحيد للرؤى وللتوجهات لجميع من سيعمل في اللجان العلمية من حضراتكم ، قبل أن يتم اختيار الخبراء المناسبين لكل اختصاص ، استنادًا إلى معايير محددة في الخبرة والقدرة على إنجاز هذا العمل، المرحلة التي نعمل عليها دقيقة جدًّا وتتطلب أشد الحرص في اختيار الخبراء المناسبين لوضع مصفوفة المدى والتتابع”.
إذًا، صافرة البدء انطلقت، والبوصلة هي كما تقول إسحق:
” الوصول إلى وثيقة وطنية تربوية جامعة لوضعها بين أيدي مؤلفي الكتب المدرسية في القطاعين الرسمي والخاص، وذلك بعد وضع الإطار الوطني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي والأوراق المساندة له ، في قالب منهجي واضح وصالح يحاكي تطوير المناهج وتجديدها وعصرنتها ، وقد فرض عصر التكنولوجيا واستخداماتها نفسه على عملية التجديد، ودخل الذكاء الإصطناعي في كل مفاصل الحياة ، وأصبحنا وإياكم أمام حقيقة يتوجب علينا أن نتعاطى معها بكل وعي ومعرفة ، وأن نكتب مناهج متسلسلة ومترابطة بين سنوات الدراسة ، وتركز على الكفايات المستعرضة والكفايات الأساسية بصورة متكاملة .سوف يتركز البحث اليوم على أهمية اعتماد الكفايات المستعرضة، وعلى إدخال الأنشطة التربوية في صلب المقاربات المعتمدة والمنهجية من خلال مراعاة تعدد الذكاءات، والعمل على تنويع طرائق التدريس بما يراعي المقاربة بالكفايات واعتمادها.
كما سيتم شرح كيفية تطوير وحدة تعليمية تراعي الفروقات التعلّمية والمقاربات الحديثة لإيصال الكفايات المطلوبة، فقد ركّز الإطار الوطني على اعتماد سياسة تقويم تهدف إلى تنمية قدرات المتعلمين، ووضع نظام تقويم جديد يراعي عملية تحديث المناهج وتطويرها.”
وعليه في المدى القريب، سيتغير المنهج اللبناني التعليمي، وسيكون هناك كتبٌ جديدة بمحتوى جديد، وورشة كتابة المنهج التعليمي هي نتاج الشراكة الفعالة التي تكرست بين وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء وكليات التربية في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة و الخبراء التربويين في القطاعين الخاص والرسمي، والدعم الفني واللوجستي سيكون من المكتب الإقليمي لليونسكو.
