انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان: دعوة للوحدة الوطنية واستغاثة لإنقاذ السيادة والإنسان

رئيس التحرير| كاتب وباحث سياسي
في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين لبنان و العدو الاسرائيلي، كانت الآمال معقودة على تحقيق الهدوء والاستقرار في الجنوب اللبناني، ولكن ما حدث كان على النقيض تمامًا.
الاحتلال الإسرائيلي يستمر في انتهاكاته السافرة لسيادة لبنان وحقوق مواطنيه، من خلال التوغل في البلدات الجنوبية، وتدمير المنازل، وتجريف البساتين، وقتل وخطف المدنيين الأبرياء.
انتهاكات مستمرة وتأثيرها على الاتفاق وحياة اللبنانيين
على الرغم من الالتزامات الدولية، فإن إسرائيل تواصل احتلالها للأراضي اللبنانية، متجاهلة قرار وقف إطلاق النار. البلدات الجنوبية تعاني من دمار ممنهج، حيث تم هدم منازل المواطنين وتجريف أراضيهم الزراعية التي تشكل مصدر رزقهم الرئيسي. هذه الانتهاكات لا تقتصر على البنية التحتية فقط، بل تؤثر بشكل مباشر على حياة اللبنانيين اليومية، حيث يعيش العديد منهم في خوف دائم من الاعتداءات، بينما يجد آخرون أنفسهم بلا مأوى أو مصدر رزق.
التأثير السلبي لهذه الجرائم لا يقتصر على المستوى المحلي فقط، بل يمتد ليهدد استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار نفسه. مع كل خرق إسرائيلي جديد، يصبح الاتفاق هشًا وقابلًا للانهيار، مما يهدد بعودة دوامة العنف وجرّ المنطقة نحو مزيد من التوتر.
دعوة للوحدة الوطنية
أمام هذا العدوان المستمر، لا بد للبنانيين من الوقوف صفًا واحدًا، بعيدًا عن الانقسامات السياسية والطائفية. الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى لمواجهة هذا الاحتلال البغيض. يجب أن تكون الأولوية الآن لحماية الأرض والإنسان، وإظهار تماسك داخلي يعكس قوة لبنان أمام التحديات.
ومن أجل تحقيق هذه الوحدة، يمكن القيام بعدة أنشطة على المستوى الوطني، منها:
- إطلاق حملات توعية وطنية: لتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية وتوحيد الخطاب الإعلامي والمجتمعي ضد العدوان.
- تنظيم مؤتمرات شعبية وسياسية: تجمع مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية لتعزيز الحوار الوطني ووضع خطط عمل مشتركة.
- تعزيز دور البلديات والجمعيات المحلية: لدعم المتضررين في الجنوب، سواء من خلال توفير المساعدات الإنسانية أو تنظيم مبادرات إعادة الإعمار.
- إقامة فعاليات تضامنية: مثل مسيرات سلمية أو اعتصامات تُظهر التلاحم الشعبي وتلفت انتباه المجتمع الدولي إلى الجرائم المرتكبة.
- دعم الدبلوماسية الشعبية: من خلال استثمار الجاليات اللبنانية في الخارج لنقل الصورة الحقيقية للعالم وحشد الدعم الدولي.
نداء إلى المجتمع الدولي
نوجه صرخة إلى الدول الغربية والعربية ومجلس الأمن الدولي للتدخل الفوري وممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل للالتزام بقرار وقف إطلاق النار واحترام سيادة لبنان. إن صمت المجتمع الدولي على هذه الانتهاكات يشكل تشجيعًا للاحتلال على المضي قدمًا في جرائمه.
الخاتمة
آن الأوان لتحرك حاسم، داخليًا وخارجيًا. على اللبنانيين أن يكونوا يدًا واحدة في وجه الاحتلال، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية.
إن استمرار إسرائيل في خرق الاتفاقيات والقوانين الدولية يستوجب إدانة واضحة وتحركًا فعالاً لضمان العدالة والسلام.
فلنقف معًا دفاعًا عن لبنان، أرضًا وشعبًا، ولنجعل صوت الحق أقوى من أي عدوان.
