بالصّور ــ فعاليّة “إعمار تربوي”!
نظمت Alrec الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية برئاسة الدكتورة ريما يونس والمعهد اللبناني لإعداد المربين في جامعة القديس يوسف في بيروت، طاولة مستديرة وطنية بعنوان: “إعمار تربوي … إعمار وطن” جمعت نخبة من الأكاديميين، التربويين، والمسؤولين في مجال التعليم، حيث حضرها نحو مئة من 35 مؤسسة مهتمين بالشأن التربوي في حرم كلية العلوم الإنسانية في الجامعة اليسوعية.
استهلت الفعالية بالنشيد الوطني اللبناني، تلته كلمات افتتاحية لكل من الدكتورة ريما يونس، والاستاذ روك العشي، مدير المعهد اللبناني لإعداد المربين بالإضافة إلى كلمات من الأب الدكتور يوسف نصر، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان، والبروفيسور حسين رحال، عميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية حيث أكد الجميع على أهمية الفكرة المطروحة ومقاربتها مع الواقع اللبناني التربوي.
هذا وتناولت الطاولة المستديرة التي اتسمت بالعلمية والقيمة الغنية مواضيع حيوية متعلقة بإعادة الإعمار التربوي من اجل ضمان الريادة في التعليم وضمت 13 باحثا من 16 مؤسسة تربوية وأكاديمية ومن عدة وزارات.
في الجلسة الأولى، التي أدارتها الدكتورة يونس، ناقشت الدكتورة هيلدا الخوري، مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي، واقع التعليم في زمن الطوارئ حيث تناولت التحديات الكبرى التي تواجهها المدارس والمؤسسسات التعليمية في لبنان في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مشددة على دور الوزارة لضمان استمرارية التعليم وحفظ جودته. كما شاركت الأستاذة ريتا كرم، أمين عام المجلس الأعلى للطفولة في وزارة الشؤون الاجتماعية، بمداخلة حول “دور الأهل في الإعمار التربوي”، موضحةً أهمية التعاون بين الأسرة والمدرسة في هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها لبنان مع التشديد على توعية أطفالنا على استخدام التكنولوجيا.
أما في الجلسة الثانية، التي أدراتها الأستاذة المحاضرة في كلية التربية في الجامعة اللبنانية البروفيسورة رندا النابلسي، فقد تطرقت النقاشات إلى “التكوين المستمر للمعلمين”، حيث أكد البروفيسور فادي الحاج، مندوب رئيس جامعة القديس يوسف للتطوير المهني، على أهمية تدريب المعلمين بشكل مستمر لمواكبة التطور المستمر في مناهج التعليم وأساليب التدريس الحديثة. من جهتها، تناولت البروفيسورة سمر زيتون، الحائزة على درجة الدكتوراه من جامعة University College London، موضوع “دعم المعلمين في وقت الأزمات”، مشيرة إلى أن تعزيز المرونة التعليمية لدى المعلمين هو السبيل للحفاظ على استمرارية التعليم وتحقيق النجاح رغم الظروف الطارئة كما كانت مداخلة للأستاذ روك العشي، مدير المعهد اللبناني لإعداد المربين تناول خلالها تدريب المتعلم على التفكير النقدي لضمان رفع مستوى العملية التعليمية التعلمية.
وفي الجلسة الثالثة، التي أدارتها المحاضرة في المعهد اللبناني لإعداد المدربين الأستاذة ريان كنعان، تركز النقاش حول “إعادة بناء التعليم في لبنان”، حيث طرح البروفيسور أنور كوثراني، عميد كلية التربية في الجامعة اللبنانية الدولية، رؤية واضحة حول ضرورة تحقيق العدالة التعليمية من خلال تحديث المناهج ودعم المساواة في الفرص التعليمية. كما تحدث الدكتور غسان جابر، مدير الجامعة الإسلامية في لبنان – فرع صور، عن “ربط الاختصاصات الجامعية بسوق العمل”، داعيًا إلى ضرورة تكييف التعليم مع احتياجات سوق العمل لضمان استفادة الخريجين من فرص العمل المناسبة وركزت الدكتورة هدى فاعور وهي أستاذ مساعد في كلية التربية في جامعة العلوم والآداب اللبنانية على إعادة بناء التعليم منذ الطفولة المبكرة وذلك بهدف الوصول الى النهضة التربوية.
في الجلسة الرابعة التي أدارتها الإعلامية سيدة سعادة تم تقديم عدد من التجارب العملية من الجامعات والمجتمع المدني. عرضت الدكتورة هبة قصير، محاضرة جامعية ومعالجة لغوية، “تحديات وفرص تجربة الطلاب الجامعيين في ظل الأزمات”، حيث تناولت الصعوبات التي يواجهها الطلاب في ظل الظروف الصعبة وكيفية تقديم الدعم النفسي والعلمي لهم. كما عرضت الدكتورة منال خاطر، مديرة أكاديمية طلال أبو غزاله للتأهيل الرقمي، دور الأكاديمية في “الإعمار التربوي” من خلال تقديم التعليم الرقمي الذي يشكل أداة فعالة للتغلب على التحديات الحالية.
اختتمت الفعاليات بجلسة أدارتها رئيسة مركز Devpoint الدكتورة آمال شكر، تناولت “الجودة في المدارس” كأداة أساسية للإعمار التربوي، حيث أكدت الدكتورة فاديا حسين، محاضرة جامعية وخبيرة في جودة التعليم، على أن الجودة هي الأساس لبناء مدارس قوية قادرة على تقديم تعليم متميز. أما الدكتورة ريما حاروكي، محاضرة جامعية ومشرفة تربوية، فقد عرضت تجربتها في دعم المعلمين في جهود العودة إلى المدارس بعد الأزمات، مشيرة إلى أهمية تقديم الدعم الكافي للمعلمين لكي يتمكنوا من مواكبة التغيرات وتقديم أفضل ما لديهم.
ختامًا، عُقدت نقاشات عميقة ومثمرة حول سبل تعزيز التعليم في لبنان، كما تم التأكيد على ضرورة العمل الجماعي بين جميع الأطراف المعنية لإعادة بناء النظام التربوي في البلاد. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء أهمية تطوير السياسات التعليمية من خلال تبني استراتيجيات مبتكرة تضمن استدامة العملية التعليمية في المستقبل.