في صباحٍ مثقلٍ برائحة البارود، استهداف غادر، مسيرة اسرائيلية تلقي حقدها بصاروخين على سيارة على الطريق الرئيسي بالقرب من جامعة فينيسيا، سرعان ما انتشر الخبر، وفي زحمة الانتظار، الزميل الاقرب لموقع الحدث، اصبح الخبر.
ارتقى الزميل المصور والصحافي محمد شحادة شهيداً.. ومن لا يعرف محمد.. الذي لم يكن مجرد ناقل خبر، بل كان صوت الميدان وصورة الواقع. كان دوماً في قلب الحدث، مؤمناً بأن الصحافة ليست مهنة فقط، بل أمانة في عنق صاحبها، ورسالة لا تُؤدى إلا بصدق وشجاعة.
مدير موقع “هوانا لبنان”، ومراسل ميداني لا يعرف التراجع، سقط وهو يحمل كاميرته، شاهداً على الحقيقة، ومنحازاً لنبض الناس.
إبن البيئة المقاومة، أخ لشهيد، وصديق لعشرات الشهداء.. وضع اليوم صورته في بيانات النعي، وكأنه مرآة الحقيقة التي اتقن نقلها..
الصحافة تحت النار.. والكلمة لا تموت!
استهداف محمد شحادة ليس حادثًا عابرًا، بل جريمة موصوفة بحق الجسم الإعلامي اللبناني، الذي يدفع ثمن التزامه المهني والوطني في زمنٍ تُحاصَر فيه الحقيقة وتُستهدف العدسات. لقد تحوّل الصحافي إلى هدف مباشر، لأن الصورة التي ينقلها تُفضح المعتدي، والكلمة التي يكتبها تُربك آلة الحرب.
في الحرب الأخيرة، سقط عدد من الإعلاميين بين شهيد وجريح، وكل واحد منهم كان يحمل قضية، لا ميكروفونًا فقط. إنهم جنود الكلمة، الذين لا يحملون سلاحًا، بل يحملون ضميرًا حيًا وعدسةً لا تعرف المساومة.
محمد شحادة.. الحاضر في الغياب!
رحل محمد، لكن صورته ستبقى في ذاكرة كل من عرفه، وكل من تابع عمله وجهده. ستبقى الكلمة التي استشهد من أجلها باقية لا تموت، وستظل عدسته شاهدة على زمنٍ حاول فيه المعتدي أن يُطفئ النور، فأنارته دماء الشهداء.
الشهداء الإعلاميين:
19 إعلاميًا، إرتقوا شهداء منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان والمتواصل منذ 8 تشرين الاول 2023, جميعهم قضوا بالقصف والغارات الإسرائيلية المتعمدة عليهم، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، ويُشكل جريمة ضد حرية التعبير وحق الإعلام في نقل الحقيقة، والشهداء الـ19 هم:
– هادي السيد | قناة الميادين: استشهد بتاريخ 24 ايلول 2024.
– حسام ترحيني | موقع العهد الإخباري: اسشتهد بتاريخ 30 ايلول 2024.
– عصام العبداللّه | مراسل الفيديو في رويترز، استشهد بتاريخ 13 تشرين الأول 2023.
– حسين علي صفا | مصور في موقع هوانا لبنان: استشهد بتاريخ 10 تشرين الاول 2024.
– فرح عمر | مراسلة قناة الميادين- استشهدت بتاريخ 21 تشرين الثاني 2023.
– ربيع المعماري | مصور في الميادين: استشهد في 21 تشرين الثاني 2023 مع فرح عمر.
– غسّان نجّار | مصوّر في الميادين: استشهد بتاريخ 25 تشرين الأول 2024.
– حسن رومية | مجموعة الوادي الإعلامية: استشهد بتاريخ 23 تشرين الاول 2024.
– محمد رضا | فني بث في الميادين | استشهد بتاريخ 25 تشرين الأول 2024.
– وسام قاسم | مصوّر في المنار: استشهد بتاريخ 25 تشرين الأول 2024.
– سكينة كوثراني | اذاعة النور: استشهدت بتاريخ 12 تشرين الثاني 2025.
– الحاج محمد عفيف (مسؤول العلاقات الاعلامية المركزي في حزب الله) وموسى حيدر، ومحمود الشرقاوي، وحسين رمضان، هلال ترمس (الوحدة الاعلامية في حزب الله): استشهدوا بتاريخ 17 تشرين الثاني 2024.
– علي حسن عاشور | إذاعة النور: استشهد بتاريخ 04 كاتون الأول 2024.
– حسن ابراهيم ياسين | قناة الصراط: استشهد في بتاريخ 26 تشرين ثاني 2024.
– محمد حمزة شحادي | مدير موقع هوانا لبنان: استشهد بتاريخ 8 آب 2025.
ختاماً من يحمي اللبنانيين ، بكل صفاتهم وأسمائهم من آلة القتل الصهيونية؟
أين هي الحكومة ووزراؤها الذين يتسابقون لنيل رضى المبعوثين ومن خلفهم!؟
رحم الله فقيد الإعلام، وتقبّله في عليّين، وألهم أهله ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان. ولتبقَ الصحافة الحرة، رغم كل شيء، صوتًا لا يُسكت، وعدسة لا تُكسر.
ٲسرة شبكة “ZNN” الٳخبارية تتقدم بأصدق العزاء من عائلة الزميل محمد حمزة شحادي وأسرة “هوانا لبنان”، وتسأل اللّه أن يحمي لبنان، من هول العدوانية التي يرتكبها جيش العدو بحق شعبنا والتي يندى لها جبين الإنسانية خجلًا في ظل صمت دولي مريب”.
