بري يوجّه رسائل سياسية عبر ممثله في استقبال لاريجاني – دعم للمقاومة، تحالف مع إيران، وإدانة للعدوان
في لحظة إقليمية مشحونة بالتصعيد الإسرائيلي جنوبًا، والتقلبات السياسية المتسارعة في المنطقة، جاءت زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الدكتور علي لاريجاني، إلى بيروت، لتشكل محطة سياسية لافتة، نقل خلالها الرئيس نبيه بري، عبر ممثله عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الدكتور خليل حمدان، مجموعة رسائل واضحة تعكس موقفه من القضايا الجوهرية المتعلقة بالمقاومة، والتحالف مع إيران، والتصدي للعدوان الإسرائيلي.
الكلمة التي ألقاها الدكتور حمدان باسم الرئيس بري، لم تكن محصورة ببروتوكولات الترحيب، بل بدت كبيان سياسي متكامل، عبّر فيه بري عن ثوابت وطنية واستراتيجية يعتبرها أساسًا لحماية لبنان ودوره في المنطقة.
رسائل وفاء للمقاومة وتقدير للدور الإيراني:
أراد الرئيس بري، من خلال كلمته، التأكيد على تقديره العالي للدور الإيراني في دعم المقاومة، واعتبر زيارة لاريجاني إلى بيروت، وخصوصًا في مناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد قادة في المقاومة، تعبيرًا عن التزام صادق وعميق من الجمهورية الإسلامية تجاه لبنان.
كما أظهر بري، عبر كلمته، ترابطًا عضويًا بين حضور إيران في لبنان والمشروع الإقليمي المقاوم الذي يواجه الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن هذه العلاقة لم تنفصل يومًا عن تضحيات المجاهدين على الأرض.
تثبيت معادلة المقاومة الثلاثية: الجيش، الشعب، المقاومة
جدد الرئيس بري تمسكه بمعادلة “الجيش، الشعب، المقاومة”، التي لطالما دافع عنها في كافة المحطات السياسية. وفي كلمته، ربط هذه المعادلة بمسار تاريخي بدأ مع الإمام موسى الصدر، ومضى في تعزيز ثقافة المقاومة كوسيلة لحماية لبنان من العدوان والتفكك.
واعتبر بري أن هذه القاعدة ليست مجرد نظرية سياسية، بل أثبتت فعاليتها في صد الاحتلال، وحماية السيادة، وتحصين الجبهة الداخلية.
دعم مطلق لإيران في وجه العقوبات الدولية والضغوط
عبر ممثله، وجّه بري رسالة تضامن واضحة مع إيران في وجه العقوبات والضغوط الغربية، مؤكّدًا أن الجمهورية الإسلامية تواصل الوقوف إلى جانب المظلومين في لبنان وفلسطين، رغم التحديات.
وأشار إلى أن صمود إيران، وثبات مواقفها، يشكلان عنصر دعم حقيقي للمقاومة، وهو موقف يثمّنه بري ويدعو إلى الحفاظ عليه كجزء من معادلة ردع المشروع الصهيوني والأطماع الغربية.
الدعوة إلى علاقات لبنانية – إيرانية متينة
لم يكتف بري بإظهار الدعم السياسي للموقف الإيراني، بل دعا بشكل مباشر إلى تعزيز العلاقات اللبنانية – الإيرانية على أسس من التفاهم والاحترام المتبادل والمصلحة الوطنية.
وأكد أن هذه العلاقة يمكن أن تسهم في استقرار لبنان، وتوفير مقومات الصمود في وجه الأزمات المتراكمة، كما دعا إلى مقاربتها بعيدًا عن الاصطفافات الحادة والتوترات الداخلية.
إدانة مباشرة للعدوان الإسرائيلي
في أقوى رسائل كلمته، دان الرئيس بري العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وغزة، مشيرًا إلى الجريمة المروعة التي ارتكبها الاحتلال في مدينة بنت جبيل، والتي أودت بحياة عائلة كاملة.
وأكد بري أن هذا العدوان، الذي يترافق مع محاولات تهجير وتجويع وترويع، لن ينجح في كسر إرادة اللبنانيين، الذين اختاروا الصمود والثبات، تمامًا كما اختاروا طريق المقاومة.
خلاصة: تثبيت موقع المقاومة واستمرار التحالف مع إيران
في خلاصة موقفه، جدّد الرئيس نبيه بري، عبر ممثله، تمسكه بخيار المقاومة كجزء من الهوية الوطنية اللبنانية، مؤكدًا على استمرار الشراكة الاستراتيجية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليس فقط على قاعدة الدعم المتبادل، بل كتحالف في معركة الدفاع عن الحق، والسيادة، والكرامة.
وفي مواجهة العدوان الإسرائيلي، والتحديات الداخلية والإقليمية، يبرز هذا الموقف كخط سياسي واضح يعبّر عن تموضع بري ودوره في رسم معادلات التوازن داخل لبنان وخارجه.