بين تغير الفصول وبداية المدرسة… العدوى بين الأطفال أمر طبيعي أم تقصير؟/ رقيه حسن النجار
مع بداية العام الدراسي، ومع تغيّر الفصول بين الصيف والخريف، يبدأ كثير من الأهالي بملاحظة إصابة أطفالهم المتكرّرة بالزكام، السعال، أو حتى التهابات الحلق والمعدة.
وتبدأ التساؤلات:
هل المدرسة هي السبب؟
هل هذا إهمال؟ أم أمر طبيعي يحدث في كل عام؟
العدوى ظاهرة طبيعية وليست تقصيرًا
من المهم أن نُدرك أن العدوى بين الأطفال في المدارس أو الروضات أمر طبيعي جدًا، وليست دليلًا على ضعف إجراءات النظافة أو إهمال المدرسة.
فالطفل في هذه المرحلة العمرية يتعلم المشاركة والتفاعل، يلمس الأسطح، يلعب، يحتضن أصدقاءه، ويستخدم الأدوات نفسها أحيانًا دون وعي كامل بمفهوم “الوقاية”.
وهنا يكمن جمال الطفولة وبراءتها، لكنه أيضًا السبب في انتقال الفيروسات بسرعة.
لماذا يُصاب الأطفال أكثر من الكبار؟
لأن جهاز المناعة لديهم لا يزال في طور النمو، وبالتالي يتفاعل مع كل فيروس جديد يتعرّض له.
لأنهم يقضون ساعات طويلة في بيئة جماعية مغلقة كالفصل أو الملعب.
ولأن تغيّر الفصول يضعف مقاومة الجسم الطبيعية ويزيد من فرص الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
أكثر أنواع العدوى شيوعًا في المدارس:
1. نزلات البرد والإنفلونزا.
2. التهاب الحلق واللوزتين.
3. التهابات الأذن أو العين.
4. اضطرابات المعدة والإسهال.
5. حساسية الجلد والفطريات البسيطة.
الوقاية مسؤولية مشتركة
تجنّب العدوى كليًا أمر صعب، لكن تقليل انتشارها ممكن جدًا إذا تعاون الأهل مع المدرسة، عبر خطوات بسيطة وفعالة:
تعليم الطفل غسل اليدين جيدًا وبانتظام.
وضع مناديل ومعقم صغير في حقيبته.
عدم إرسال الطفل إلى المدرسة عند المرض، حتى لا يعدي أصدقاءه.
تشجيع الأطفال على عدم تبادل الطعام أو أدوات الشرب.
الحرص على تغذية متوازنة تقوّي المناعة (خضار، فواكه، عسل، فيتامين C).
مرحلة الروضة… عمر التأسيس
إن مرحلة الروضة هي أكثر المراحل حساسية، فهي عمر التكوين الصحي والسلوكي.
ولهذا يُستحسن أن تكون الوقاية بطريقة لطيفة ومحببة:
من خلال القصص المصوّرة، الأغاني القصيرة عن غسل اليدين، أو الأنشطة التفاعلية التي تعزز وعي الطفل دون خوف أو ضغط.
العدوى ليست خطأ المدرسة، ولا تقصير الأهل، بل هي جزء طبيعي من نمو جهاز المناعة لدى الطفل.
ومع الوعي والتعاون، يمكننا أن نجعل هذه المرحلة تمرّ بسلام، مع أقل قدر ممكن من الأمراض.
فليكن شعارنا:
التعاون والوقاية… سرّ بيئة مدرسية آمنة وصحية لأطفالنا.”
