الانفتاح السعودي نحو “عين التينة”… ودور الرئيس بري الذي لا يحتاج إلى إثبات/ غنى شريف
تؤكد الأجواء السياسية المتداولة في بيروت أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى الحفاظ على علاقة هادئة ومستقرة مع “عين التينة”، في إطار مقاربة تقوم على الانفتاح على مختلف المكونات اللبنانية، بما فيها المكوّن الشيعي. هذا التوجّه يُقرأ كخطوة إيجابية نحو إعادة وصل ما انقطع وتعزيز الدور العربي في المشهد اللبناني.
وبقدر ما يبدو هذا الانفتاح خطوة مرحّب بها، أجد من المهم التأكيد أن دولة الرئيس نبيه بري لا يحتاج إلى شهادة حسن سلوك من أي جهة، مع كامل الاحترام للدول العربية الشقيقة. فالرجل، عبر مسيرته الطويلة، أثبت أنه من أبرز الداعين إلى الحوار والانفتاح والتواصل بين لبنان وأشقائه العرب، بعيداً عن التشنج والقطيعة، وبمنهج ثابت لم يتبدّل رغم تبدّل الظروف.
لقد كان الرئيس بري، في كل مراحل العمل السياسي، شخصية محورية في تثبيت الاستقرار الداخلي وتعزيز الانفتاح الإقليمي. ومن هنا، فإن أي توجه عربي باتجاه “عين التينة” ليس لتقييم أدائه أو سلوكه، بل يأتي في سياق طبيعي ينسجم مع خط سياسي لطالما انتهجه دولته، ويُفترض أن يشكل منصة لتعاون أكبر، لا مناسبة لإعادة صياغة أحكام أو منح شهادات.
إن عودة الانفتاح العربي إلى لبنان خطوة مطلوبة، لكن الأهم أن تُبنى على إدراك حقيقي بأن التواصل مع الرئيس بري ليس تغييراً في الاتجاه، بل هو عودة إلى المسار الطبيعي الذي لطالما دعا إليه: الحوار، التلاقي، وحماية لبنان من الانقسام.
