حبيب صادق: غيّبهُ الرّدى والحضورُ وسعَ المدى./ نادين خزعل./ خاص شبكة ZNN الإخباريّة.
نكسَ جبل عامل رايته،ثلُمَ الفكرُ وكلمَ الجنوبُ وغابتْ شمسُ الثقافة..تسربلتْ شتلاتُ التّبغِ بالسّواد وفاضت دموعُ الأقحوانِ وصمتَ المدى في حضرة الردى، إذ غيّبَ الموت يوم أمس النائب السّابق حبيب عبد الحسين صادق بعد معاناة طويلة مع المرض.
ولد النائب حبيب صادق في بلدة الخيام الجنوبية عام 1931.والده هو الشيخ الجليل عبد الحسين صادق. أكمل دراسته الإبتدائية والمتوسطة في المدرسة الرسمية ثم تابع دراسته في دار المعلمين في بيروت ليعمل بعدها مدرسًا في مدرسة الزلقا الإبتدائية.
وبالتوازي مع عمله في التدريس، جذبت الثقافة حبيب، فحضر معظم ندوات النادي الثقافي العربي والندوة اللبنانية قبل أن ينخرط في المركز الثقافي السوفياتي ويباشر عمله الصحفي تحت اسم مستعار هو أبو جلا.
عام 1975 فاز في انتخابات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وتعرض لمحاولة اغتيال عام 1977، وجُرف منزله في الخيام إبّان الإجتياح الإسرائيليّ عام 1978.
عام 1980غادر لبنان وعاش في بغداد ومن ثم انتقل إلى باريس، أصيب بمرض اللوكيميا وبقي يعاني منه من العام 1985 حتى العام 1995 حيث تمكن من هزم المرض واستعادة صحته وثقافته.
ترشح للإنتخابات النيابية عام 1968 وعام 1972 مدعومًا من كمال جنبلاط والحزب الشيوعي اللبناني.
عام 1992 دخل إلى البرلمان النيابي ضمن لائحة حركة أمل ثم تحول إلى نائب مستقل بعد اندلاع خلاف مع حركة أمل داخل المجلس النيابيّ.
في كتابه “في وادي الوطن” يعزو صادق اعتزاله السياسة إلى الكثير من الخيبات التي أصابته لا سيما بعد فشل تجربة (المنبر الديموقراطي) بعد انتخابات العام 2005 ويقول في مقدّمة الكتاب “سقط كلّ ما أجمع عليه المؤسّسون الأوائل للمنبر، من مبادئ”.
شكّل صادق حالة ملتبسة في انتمائه العقائديّ، إذ نُميَ عنه انتماؤه إلى اليسار والحزب الشيوعي رغم أنه لم يلتزم حزبيًّا أبدًا ولكن أفكاره كانت يسارية بوضوح.
رحل حبيب صادق وهو حالة سياسية وثقافية وفكرية استثنائية وفي جعبته العشرات من الكتب الأدبية والسياسية والشعرية والدراسات الصادرة عن المجلس الثقافي للبنان الجنوبي الذي ترأسه.وصف حبيب صادق بالعامليّ وهو قد أشرف على المئات من الإصدارات التي حملت عنوان تراث عامليّ.
نعاه وليد جنبلاط قائلًا:
“رحل حبيب صادق المناضل المثقف الانساني الكبير .رحل وجه راق من الجنوب ولبنان في النضال والمقاومة .رحل مؤسس مجلس لبنان الجنوبي ،رحل شخص مميز من تاريخ لبنان الفكري والعربي ناضل من اجل الحرية وحارب مع كمال جنبلاط رموز الاستبداد القديم .حبيب صادق تاريخ كبير .رحل صديق عزيز .”
ونعاه عددٌ كبير من المثقفين والسياسيين والإعلاميين مطلقين عليه ألقاب( كوكب الخيام، أيقونة الجنوب، الحبيب الصادق، درة جبل عامل…..).
يُوارى الفقيد الثرى ظهر اليوم الأحد بتاريخ 2 تمّوز 2023 في جبانة روضة الصّالحين في النبطية، كل العزاء لآل صادق ولذوي الفقيد وأصدقائه ومحبيه، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
