عباس سلمان مكرَّمًا: حين تصبحُ الصورةُ جسرَ عبورٍ نحو الإبداع.
نائب رئيس التحرير
لن يكون نيسان 2025 عاديًّا في رزنامة المصور عباس سلمان، ففي الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية وفي خضم الجراح التي ما زالت مشرعة على دموع الموت والجراح والفقد، لمعت كاميرا عباس سلمان، كواحدة من أبرز موثقي الحرب، فازدان الإعلام بصوره، وهو ما جعله المستحَق وبمرتبة الشرف والكفاءة والتميز أن يكون مكرّمًا من قبل رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الثقافة غسان سلامة في احتفال ” خمسون في خمسين” الذي أقيم في المكتبة الوطنية في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية.
ولئن كانت الصورة أصدق إنباءً من الخبر، فإن عباس سلمان مكرَّمًا كان هو الخبر….
ببدلة رسمية أطل يوم أمس، جلس في الصف الأول، ولكن الشغف الأول مع معشوقته غلب، فإذا به ومع بدء فعاليات الاحتفال، يغادر كرسيه، يحمل كاميرته، ويبدأ بالتصوير…

وتكريم عباس، كان عبورًا به من إطار الصورة إلى تأطير الصورة، وهو الذي يحترف العبور بنا إلى كل الأحداث عبر صوره، فالصورة من عدسته تنبثق نصًّا مرئيًّا، مسموعًا، مكتوبًا، نابضًا بالحياة حتى حين يكون عن الموت، وهنا يبرز التضادّ الذي يحيل المرادف لإسم عباس سلمان: المبدع.
عباس سلمان، المصور، والزميل، والأخ، تكريمه كان تكريمًا لنا كلنا، لأننا إلى أعمق درجات الإنسانية نتواءم معه، وهو الحاضر دومًا، المواكب، المجد، المجتهد، بلا منة، وبلا تكليف، فحيث يكون الوطن يكون عباس، وحيث يكون الحدث يكون عباس، وحيث لا يكون ثمة حدث، تصنع صورة عباس الحدث، تؤلفه، لأنها مثله، تحترف ابداع التوقيت، والتقاط التميز، وصناعة اللحظة….
عباس سلمان مكرَّمًا، وهو الذي كرّم الكل بصوره، وفي كل الأحداث هو موجود، في الحرب والسلم، في النزوح والعودة، في توثيق الانتصار، في المؤتمرات والندوات، في السياسة والإعلام والفن، في كل مكان وزمان، عدسة عباس سلمان: “أنظر هنا”….
ولعباس سلمان مكانة مميزة في شبكة ZNN الإخبارية، فهو ركن منها، وهي الحاضرة في وجدانه، فمن إدارة الشبكة ألف تهنئة لعباس سلمان على هذا التكريم المستحق، وإلى المزيد من النجاح والتألق.