“طفلي أمانة… احمِ براءته قبل أن تُسرق!” (التربية الوقائية من التحرش مسؤولية كل بيت)
كتبت رقية حسن النجار
في زمنٍ تزداد فيه التحديات والمغريات، أصبح التحرش بالأطفال خطرًا لا يمكن التغاضي عنه أو اعتباره نادر الحدوث.
فكل طفل هو عالمٌ من البراءة والثقة، وأيّ خرقٍ لتلك الثقة يترك أثرًا نفسيًا قد يرافقه مدى الحياة.
لذلك، تأتي التربية الوقائية كدرعٍ واقٍ يحمي الطفل قبل وقوع الخطر، لا بعده.
أولًا: الحماية تبدأ من البيت
يبدأ الأمان من علاقة الثقة بين الطفل ووالديه.
على الأهل أن يزرعوا في أطفالهم شعورًا دائمًا بالأمان، فيتحدث الطفل دون خوف عن أي شيء يزعجه.
حين يشعر الطفل أنه مسموع ومصدّق، تقل فرص أن يصبح فريسة صامتة.
ثانيًا: المعرفة لا تفسد البراءة
من الخطأ أن نخشى تعليم أطفالنا عن أجسادهم.
يجب تعليم الطفل منذ صغره أن جسده ملكٌ له، وأن هناك مناطق لا يُسمح لأحد بلمسها، حتى الأقارب أو الأصدقاء.
يمكن تبسيط الفكرة باستخدام كلمات محترمة مثل: > “هذه مناطق خاصة لا يراها أو يلمسها أحد إلا الطبيب بحضور الأم أو الأب.”
ثالثًا: استخدمي لغة الحوار لا التهديد
عندما يُخطئ الطفل أو يختلط عليه الموقف، يجب ألا نصرخ أو نُخيفه،
لأن الخوف يغلق الباب أمام الصراحة.
الاحتواء والتفهم هما أقوى أسس الحماية.
رابعًا: درّبيه على قول “لا”
علّميه أن كلمة “لا” ليست قلة أدب، بل هي سور حماية.
يجب أن يعرف أن من يحاول لمسه أو طلب السر منه، شخصٌ يتجاوز الحدود.
يمكنك تدريب الطفل على مواقف تمثيلية بسيطة لتعزيز ثقته في مواجهة المواقف غير المريحة.
خامسًا: راقبي بصمت دون شكّ
المراقبة لا تعني التجسس، بل الانتباه لتغيّر السلوك:
انطواء مفاجئ، خوف من شخص معيّن، تراجع دراسي، أو نوبات بكاء بلا سبب واضح كلها إشارات تستحق الاهتمام الفوري.
سادسًا: علميه أن لا أسرار في البيت
أي شخص يطلب من الطفل أن يحتفظ بسر عن والديه ليس صديقًا.
من هنا، يأتي دور الأهل في بناء وعي يجعل الطفل يفرّق بين السر الجميل (كهدية مفاجئة) والسر المؤذي (كاللمس أو الكلمات الغريبة)
الوعي ثم الوعي
حماية الطفل من التحرش ليست مهمة عابرة، بل ثقافة أسرية تبدأ من التربية وتنمو بالوعي.
حين نعلّم أبناءنا الثقة، والوعي، والحدود، فإننا لا نحميهم فقط من الأذى،
بل نبني جيلاً يعرف كيف يصون نفسه وكرامته في عالمٍ متغير.