دراسة حديثة: “الرقص” يُقلل الإكتئاب أكثر من الرياضة والأدوية!

أجرى خبراء  الأعصاب مؤخرًا دراسة أظهرت أن الرقص يقلل أعراض الاكتئاب بشكل أكثر فاعلية من المشي واليوغا وتمارين القوة، وحتى بعض مضادات الاكتئاب التقليدية.

 وبحسب بحث حديث نشر في مجلة The BMJ، استعرض العلماء 218 تجربة سريرية، منها 15 دراسة ركزت بشكل خاص على الرقص. ووجدت النتائج أن  الرقص يجمع بين النشاط البدني، التفاعل الاجتماعي، والموسيقى؛ ما يعزز فاعليته كعلاج.

وأشار مايكل نويتيل، أستاذ مشارك في جامعة كوينزلاند وقائد الدراسة، إلى أن هذه العوامل الثلاثة تلعب دورًا كبيرًا في تحسين الحالة النفسية، لكنه شدد على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الواسعة لتأكيد دور الرقص كعلاج مستقل.

وتعتبر هذه النتائج مهمة في ظل ارتفاع نسبة المصابين بالاكتئاب،  وصعوبة حصول الكثيرين على العلاج النفسي المناسب بسبب التكاليف أو الوصول المحدود، وهنا يقدم الرقص علاجًا مميزًا يتميز بالفرح والتكلفة المنخفضة ويعزز الروابط الاجتماعية.

علميا.. كيف يخفف الرقص من الاكتئاب؟

من الناحية العصبية، يطلق التوقع الموسيقي أثناء الرقص الدوبامين، فيما يزيد النشاط البدني من إفراز الإندورفين، ويسهم الرقص الجماعي في رفع مستويات الأوكسيتوسين، وهو ما يخلق توازنًا كيميائيًّا يعزز  المزاج ويقلل التوتر ويقوي الروابط بين الأفراد.

وتقول جوليا ف. كريستنسن، عالمة الأعصاب في معهد ماكس بلانك لموقع “ناشونال جيوغرافيك”، إن التعبير الحركي في الرقص يساعد الأفراد على تفريغ المشاعر الصعبة من خلال الحركات التعبيرية للجسم؛ ما يجعله أكثر فاعلية مقارنة بأشكال التمارين الأخرى.

كما لوحظ خلال الرقص الجماعي ظاهرة تُسمى “تزامن الدماغ” أو تزامن النشاط العصبي بين المشاركين؛ ما يعزز الشعور بالثقة والتواصل العميق عبر تحييد الفروق بين الذات والآخر.

وبالنسبة للأشخاص المصابين بالاكتئاب، الذين قد يفقدون القدرة على التعبير الحركي والعاطفي، يفتح العلاج بالرقص نافذة لاستعادة هذه اللغة الجسدية؛ ما يعزز الصحة النفسية ويقدم أملًا جديدًا في علاج الاكتئاب عبر الحركة والتواصل.